الأردن يلقن العالم درسًا "بغزة".. ممتنون "لمليكنا وجيشنا".. ولسندباد الدبلوماسية
مع التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد أكثر من عام ونصف، الضمير والحق يحتمان القول، إنه لا دولة ولا قيادة ولا سردية دبلوماسية قدمت لشعب فلسطين في حربه على الاحتلال كما الأردن؛ الذي لم يوفر جهدًا ولا وسيلة إلا واتبعها في سبيل دعم القطاع المحاصر، من مساعدات منقطعة النظير، ومستشفيات ميدانية لعلاج الجرحى والمرضى.
الأردن كانت أول دولة تنفذ إنزالات جوية لمساعدات إلى قطاع غزة، وعلى نهجها سار الجميع، الأردن أول دولة التزمت بالمقاطعة وخرج شعبها وما زال إلى الشارع لرفع صوتهم عاليًا من أجل غزة، الأردن خرج جيشها وأجهزتها الأمنية كافة من أجل غزة وأهلها، ولم يطلب الأردن شكرًا ولا مدحًا؛ لأن شيم الأردنيين متجذرة بالعطاء، فكيف لو كان الأمر يتعلق بالتوأمة فلسطين.
جلالة الملك عبدالله الثاني خرج في كل المحافل العالمية، ورفع صوت أهل غزة بمصطلحات لم يتجرأ البعض على استخدامها، ولم يكن موقف الأردن رماديًا بل جرد الاحتلال وقادته من وجوههم المزيفة، فيما كانت خطابات جلالة الملكة رانيا العبدالله حافزًا حتى يعرف الرأي العام العالمي خبث الاحتلال وجرائمه، وهو ما تحقق بالفعل، فالعالم كله وبسبب الأردن تضامن مع غزة، وفهم أن ما حدث فيها إبادة جماعية وليس حق في الدفاع عن النفس كما تروج الرواية الصهيونية.
ولي العهد الأمير الحسين كان واضحًا جدًا في موقف الأردن الثابت الذي لا ولن يتغير، وشارك بكل الأنشطة والاجتماعات التي تتعلق بغزة، لتكمل الأميرة سلمى بنت عبدالله الثاني الصورة الهاشمية الأصلية، بمشاركتها في واحد من الإنزالات التي نفذها الجيش العربي لغزة، كل هذا ولم يكتفِ الأردن بما قدمه، لقناعته الدبلوماسية أنه من حق أهل غزة العيش بعيدًا عن الحرب، والدمار ،والتجويع المننهج.
وزير الخارجية أيمن الصفدي السندباد الذي وقف في تصريحاته خلال الحرب على غزة ومواقفه التي تمثل السردية الدبلوماسية الأردنية، كالشوكة في حلق الاحتلال، لم يختلف أي أردني أو عربي حر على أن الصفدي هو الوزير الذي يذكرنا أن العرب ما زالوا بخير، وأن الأردن في حالة حظ مطلقة؛ لوجود دبلوماسي محنك نقل السياسة الاردنية، وصوت المملكة إلى كل العالم، وجرد الاحتلال من عنجهيته تفاهاته التي لا تنتهي، الصفدي بالمناسبة هو وزير الخارجية الوحيد الذي عاد إلى المنبر بعد انتهاء خطابه، ليوبخ قادة الحرب المجرمين على الطريقة الأردنية.
جيش الأردن، مخابراته، أمنه العام، شعبه وكل من فيه كانوا تحت ظل الراية والرؤية الهاشمية التي أخذت على عاتقها أن تكون فلسطين في مقدمة القضايا المفصلية، والتي تهم الأردنيين شأنها شأن أي حدث داخلي ، هذا هو الأردن ، يشكره العالم ولا ينتظر شكرًا من أحد .