سكان القنيطرة يطالبون بإنهاء توغل "إسرائيل" بعد سقوط الأسد
طالب سكان محافظة القنيطرة السورية، بإنهاء توغل القوات الإسرائيلية في المحافظة، الذي نغص عليهم فرحتهم بسقوط نظام الأسد، واستعادة الأمن والطمأنينة في المنطقة.
وتزامنا مع تصعيد الضربات الجوية الإسرائيلية وزيادة التوغل البري في أعقاب سقوط نظام البعث في سوريا، قامت القوات الإسرائيلية باحتلال مبنى محافظة القنيطرة في مدينة السلام (البعث سابقا)، وتحويله إلى قاعدة عسكرية.
وأنشأت القوات الإسرائيلية حواجز ترابية حول القاعدة العسكرية، وزودتها بأجهزة مراقبة وتتبع.
كما تقوم القوات الإسرائيلية بإطلاق النار في الهواء لتخويف السكان المدنيين الذين يقتربون من المنطقة، وتفرض حظر تجوال في القرى المحتلة بعد الساعة الثالثة عصراً.
وكانت سوريا شيدت "مدينة البعث” في المنطقة التي استعادتها من إسرائيل بعد حرب أكتوبر التي شنتها بالاشتراك مع مصر ضد إسرائيل عام 1973، لتحرير أراضيهما المحتلة.
– مطالبات بانسحاب القوات الإسرائيلية
وفي تصريح للأناضول، أعرب سكان من مدينة السلام في القنيطرة عن استيائهم من الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت نيرودا أباظة، وهي مدرّسة لغة إنجليزية من أصل شركسي تقيم في القنيطرة منذ عام 1990، إن المنطقة تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الثاني الماضي.
وأوضحت أباظة أن القوات الإسرائيلية التي احتلت المنطقة تقوم باستمرار بتفتيش السكان للتأكد من عدم حيازتهم أسلحة.
وأشارت إلى أن "المحتلين يدّعون أنهم يسعون للسلام، لكنهم يدمرون المباني والشوارع والأشجار”، داعية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى "التدخل لوضع حد لهذا الوضع”.
ولفتت أباظة إلى أن الشعب السوري احتفل بسقوط نظام الأسد، لكن سكان القنيطرة عاشوا تجربة مختلفة.
وتابعت: "بشار وداعموه غادروا البلاد، ونحن جميعاً سعداء، لكننا في القنيطرة نعيش في خوف لأننا لا نعرف ماذا يريد هؤلاء المحتلون (القوات الإسرائيلية)”.
وأضافت "نحن نريد السلام فقط، ولا نريد الاحتلال أو الحرب بعد الآن”.
– "إسرائيل تتصرف كما تشاء”
من جهتها، أعربت رابعة مجلي، وهي من سكان المنطقة من أصل تركماني، عن استيائها من الاحتلال الإسرائيلي قائلة: "إنهم يحتلون أراضينا ويخيفوننا”.
وأكدت أن الهجمات الإسرائيلية على سوريا زادت مع سقوط نظام الأسد، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي تسبب في نشر الخوف بين السكان.
وتابعت: "إسرائيل تفعل ما تريد. ولا أحد يمنعها من القيام بأي شيء، ولا أحد يحاول إيقافها”.
وأشارت إلى أن المجتمع الدولي لم يهتم بشكل كاف بهجمات إسرائيل واحتلالها لسوريا، مؤكدةً أن سكان المنطقة يعيشون في خوف منذ فترة طويلة ولم يحظوا بالاهتمام الكافي.
– "سكان المنطقة يريدون الحرية والأمن”
أما رفعت عبد اللطيف الحسين، وهو موظف في مديرية النقل بالقنيطرة، فتحدث عن الوضع الحالي في المنطقة، مبيناً أن القوات الإسرائيلية احتلت مناطق مثل الحميدية والحرية والقد، بعد سقوط نظام الأسد.
وأضاف قائلا: "تقدموا حتى وصلوا إلى مجمع الحكومة، وحفروا الخنادق ودخلوا بالدبابات. كنا نسمع أصوات الجرافات والدبابات ليلًا أو في الصباح الباكر”.
وطالب الحسين بـ”إيجاد حل جذري للوضع، وضمان انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى مواقعه، وإعادة الأمن والطمأنينة إلى محافظة القنيطرة”.
وأكد أن سكان المنطقة "يريدون الحرية والأمن والاستقرار”، مشددًا على ضرورة التزام إسرائيل باتفاقية عام 1974 التي تحظر تجاوز خطوط وقف إطلاق النار التي تم تحديدها بعد حرب 1973.
كما دعا جميع الدول والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي للضغط على إسرائيل من أجل الالتزام بالاتفاقيات الدولية وإنهاء احتلالها.
وفي أعقاب الإطاحة بنظام البعث في سوريا في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على أنحاء مختلفة بالبلاد، متسببة في تدمير البينة التحتية العسكرية ومنشآت متبقية من جيش النظام، كما وسعت احتلالها لمرتفعات الجولان وتوغلت بريا في القنيطرة.
وفي 30 ديسمبر الماضي، طالب جنود الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء مبنى بلدية مدينة السلام (البعث سابقا) بالقنيطرة، وأخرجوا جميع من في البلدية وقاموا بتفتيش المبنى.
كما نظم أهالي قرية السويسة بالقنيطرة، في 25 ديسمبر المنصرم، مظاهرة ضد الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم، حيث أطلق جنود الاحتلال النار على المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة 3 مواطنين.
ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، تحتل إسرائيل 1150 كلم مربع من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية (جنوب غرب) البالغة 1800 كلم مربع، وأعلنت في 1981 ضمها إليها في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.
واستغلت إسرائيل التطورات الأخيرة واحتلت المنطقة السورية العازلة في محافظة القنيطرة، معلنة انهيار اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
الأناضول