مرحلة مختلفة... مقاربات مختلفة (2-2)
ثمة دك وعك، ومحاولة تعكير وتهكير الجغرافيا السياسية وتفكيكها لإعادة تركيبها وفق مصالح ومشاريع الكيان التوسعي الإسرائيلي، الذي يغريه الفراغ العسكري والسياسي والأمني السوري، بالتطاول والتمدد، والباب العالي التركي الذي قضم لواء الإسكندرون المحافظة السورية 15، المقتطعة سنة 1939.
الأردن الهائل الصلب، كان وسيظل في المهداف الإسرائيلي، كما كان في مهداف نظام الملالي الإيراني الثيوقراطي الرجعي.
ودائمًا عند الأردن، الأحلام تخالط الأوهام، والهلوسات تفيض على المخططات، ويرتطم الكيان الإسرائيلي، بالجيش والشعب والنظام الأردني، فينكص هذا الكيان وينكس وهو ينزف، ويتعوذ من "مطرانا".
وكثيرة هي المعارك التي تم فيها امتحان جبروت وعنفوان وإرادة وعقيدة الجيش والشعب والملك الأردني الهاشمي.
لم تتهشم من تلقاء نفسها، مخططات استهداف الأردن، بل تهشمت على صخرة الالتحام الهائل بين الشعب والملك والجيش، حيث حينذاك، تتوحد كل الطاقات خلف الملك، لمواجهة التحدي الخارجي وهزيمته، مهما كانت قوته العسكرية وطاقته الاقتصادية.
وها نحن اليوم يا ربعنا، نرى إلى إقليمنا وهو في حالة السيلان والذوبان، الواقع الذي يملي علينا ويفرض أن نطلق كل مجسات التنبه وآليات التحوط، للعودة إلى سيرتنا الفاخرة القاهرة، صيغة الجبهة الوطنية السبيكة المتراصة خلف قيادتنا الحكيمة المحنكة.
وإن من مقتضيات السيرة الفاخرة القاهرة، ان نشهد انفتاحًا سياسيًا واعلاميًا، وحوارًا وطنيًا شاملًا وانفراجًا في علاقات حكمنا المستقر الرشيد مع كل القوى السياسية الأردنية، وانخراط تلك القوى في مشروع الدولة وتحت مظلة برنامج التصليب الوطني الملح.
وسوف أضع إطارًا عاطفيًا ومقدمة ذهبية لما هو حال بلادنا اليوم، المادة التي أرسلها
لي الدكتور محمد مسلم المجالي صباح أمس، التي تهز البدن وتحقق نشوة روحية وجدانية مذهلة.
كتب أخو خضرا:
(سيعبر الأردن كل التواقيت ويكفيه شفاعة عند اللّٰه، إحسانُه إلى ملايين العرب والمسلمين، الذين وجدوا فيه صونًا لدمائهم، وسَترًا لأعراضهم، وحفظًا لكراماتهم، فوق ما في أهل الأردن من شرف، وصبر، ومروءة، وطيب، وفهم لقيمة هذه البلاد الفريدة، لا أضاع اللّٰه لهم حسن نواياهم).
إن الضباب يحجب الرؤية، والقمر ما يزال في مرحلة تكوين "الأحدب المتزايد" !!
* (مقالتي في الدستور يوم الخميس).