السردية الوطنية الأردنية: قيمة وطنية تعزز وحدتنا وتقوي عزيمتنا

معتز جريسات

إن السردية الوطنية الأردنية ليست مجرد حكاية تُروى بين الأجيال، بل هي إرث الآباء والأجداد الذين بنوا هذا الوطن بتضحياتهم وإنجازاتهم تحت راية القيادة الهاشمية. إنها جوهر هويتنا الوطنية والأساس الذي يجمعنا كأردنيين، ويعزز وحدتنا في مواجهة التحديات. ومن هنا، فإن الحفاظ عليها ليس مجرد واجب بل ضرورة حتمية لضمان استقرارنا الوطني وتعزيز تلاحمنا الاجتماعي.

لقد كانت الجبهة الداخلية الأردنية على الدوام صمام الأمان لهذا الوطن. هي القوة التي نستمد منها عزيمتنا وصلابتنا أمام التحديات. إنها الحاضنة التي تجمع الأردنيين من مختلف المشارب، حيث يعملون يدًا بيد لبناء مستقبل مشترك يقوم على قيم الوحدة والوفاء لهذا الوطن العزيز وقيادته الحكيمة.

إن المواطن الصالح الغيور على وطنه هو اللبنة الأساسية في حماية هذه الجبهة الداخلية. إنه الشخص الذي يؤمن بقيم العمل الجاد، والإيمان العميق بوطنه وقيادته، ويسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي عبر ممارسات تعكس وعيًا وحرصًا على المصلحة العامة. فالأردنيون، الذين توارثوا قيم الشجاعة والإيثار والبطولة من آبائهم وأجدادهم، هم قصة صمود أمام التحديات الداخلية والخارجية.

لا يمكننا إغفال الدور الكبير الذي تلعبه القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية في حماية هذا الإرث الوطني. هذه المؤسسات هي الدرع الحصين الذي يحمي أمن الأردن واستقراره، ويُسهم في تعزيز قوة الجبهة الداخلية، مما يضمن بقاء الأردن متماسكًا وقويًا في وجه كل الأزمات.

إن روح التلاحم والتكاتف التي يتميز بها الأردنيون هي ما يجعلنا قادرين على مواجهة الصعاب، إذ إنها تمنحنا القوة لنقف صفًا واحدًا ونتحد من أجل تحقيق هدف مشترك، وهو تحقيق غد أفضل للأجيال القادمة. ومن خلال هذه الروح، يتعزز إيماننا الراسخ بأن هذا الوطن سيبقى صامدًا وقويًا. ويعود  ذلك إلى حكمة قيداته الهاشمية وعزيمة أبنائه الذين لا يتوانون عن الإيمان العميق بقيم التضحية التي تشكل أساس صمودنا.
وبفضل رؤية وحكمة جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، أصبحنا قادرين على تجاوز التحديات بثبات، وتعزيز مسيرتنا نحو الاستقرار والتطور، فقيادتنا الهاشمية هي الركيزة التي نسترشد بها، والتزامنا المشترك بتعزيز هذه القيم الوطنية يضمن استمرار قوتنا وتماسك جبهتنا الداخلية في مواجهة تحديات المستقبل.

لكن مع التحديات السياسية الراهنة في المنطقة، يبقى السؤال الأهم: كيف نُرسّخ في وجدان الأجيال القادمة قيم الأردني الغيور على وطنه، وكيف نغرس فيهم إرث الآباء والأجداد ليبقوا حراسًا لهذا الوطن وقيمه التي تعزز وحدتنا وتقوي عزيمتنا؟