مفاوضات «اللحظة الأخيرة» هل تنجح بالتوصل لاتفاق وقف النار

علي ابو حبلة 

مصادر في قوى المقاومة أبدت تفاؤلها بنجاح محادثات الدوحة وأن مفاوضات اللحظة الأخيرة تعترضها بعض العقبات وبحسب مصادر فلسطينية « إن إسرائيل ترفض، حتى الآن، الموافقة على الإفراج عن كبار الأسرى والقادة الفلسطينيين، في مفاوضات غزة، وتصر على ترحيل ذوي الأحكام العالية إلى خارج فلسطين، بينما تطالب الحركة بأن يتم تخيير الأسرى بشكل شخصي. ما يعني استمرار النقاط الخلافية في تعطيل إبرام الاتفاق، الذي كان يبدو «وشيكاً» بعد التقدم الذي تم إحرازه خلال الأسبوعين الماضيين.

وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات فان العقد المتبقية تتمحور حول مطالبة إسرائيل قائمة بأسماء جميع الأسرى الأحياء والأموات، وأن تحقّقه غير ممكن قبل توفّر أسبوع من الهدوء على الأقل، للوصول إلى جميع الأسرى وتحديد أوضاعهم بحسب تصريحات من قبل مسئولين في قوى المقاومة ؛ وثانيتهما، مطالبة إسرائيل بـإدخال أسماء جنود في لوائح تضمّ أسرى تنطبق عليهم معايير المرحلة الإنسانية، أي أن يُعتبر جندي كان مُصاباً مثلاً، من الأسرى المرضى الذين تشملهم المرحلة الأولى من الصفقة» وهذا ما تراه قوى المقاومة مخالفاً لما تمّ الاتفاق عليه بخصوص مفاتيح تبادل الأسرى. ومع ذلك، قدّرت مصادر مطلعة أنه في حال توفّرت لدى حكومة نتني اهو الإرادة الجدية للتوصل إلى صفقة، فمن الممكن تجاوز هاتين العقدتين، اللتين لا ينبغي لهما أن تعطّلا التوصّل إلى المرحلة الأولى من الاتفاق، على الأقلّ.

فيما تسود حالة من الترقب بين الإسرائيليين رغم رفع وتيرة الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو واتهامها بالمماطلة والتسويف للتوصل لصفقة تبادل تفضي لوقف إطلاق النار ، وتعم أجواء إيجابية لدى وسائل الإعلام الإسرائيلية ، بعدما كان بعض المعلّقين يبدون تحفظهم وقد حاولوا كبح التفاؤل الذي ساد خلال اليومين الماضيين، تخوّفاً من « خيبة أمل» جديدة «، خصوصاً أن التجارب التفاوضية السابقة تؤكد أنه لا اتفاق في اليد، إلى أن يبدأ تنفيذه فعلاً. لكنّ الإيجابية عادت لتسيطر على المشهد ، حيث نقلت قناة « كان « الرسمية عن مسئول إسرائيلي، قوله: « إننا في الأيام الأخيرة للمفاوضات بشأن الحرب في غزة» ، وإن « الاتجاه إيجابي، لكن أي شيء يمكن أن يحدث، المفاوضات لا يمكن أن تستمرّ إلى الأبد، خلال أسبوع سنعرف إلى أين نتّجه» . وبدورها، نقلت « القناة 13» عن مسئول في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، قوله: « إننا حقّقنا تقدّماً كبيراً في مفاوضات صفقة التبادل مع حماس» ، وإن «حماس تريد صفقة والدول العربية تضغط عليها كذلك» . وتسبّب بعض المسائل المفصلية في المفاوضات، حرجاً لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، داخل ائتلافه الحكومي، ومن بينها مسألة استمرار احتلال محور فيلادلفيا؛ إذ إن نتني اهو قال سابقاً إن وجود الجيش الإسرائيلي هناك هو « أحد الأصول الإستراتيجية لإسرائيل» ، بينما يُطرح الانسحاب من المحور في المفاوضات الجارية اليوم. والأمر نفسه ينطبق على انسحاب جيش الاحتلال من محور نتساريم، والسماح للنازحين بالعودة إلى كامل شمال قطاع غزة، ويذكر أن نتنياهو ووزراء حكومته المتطرّفين دعموا «خطة الجنرالات» لإخلاء الشمال من سكانه وجعله منطقة عازلة، وحتى دفع بعض الوزراء إلى تشجيع الاستيطان فيه. كذلك، تسبّب قضية « وقف الحرب» حرجاً لنتنياهو أيضاً؛ إذ سرعان ما خرج وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، بتصريح واضح ومباشر، يعلن فيه معارضته للصفقة المتبلورة، ويطالب باستمرار القتال والضغط العسكري على « حماس» ورغم كل ذلك فان التوقعات تشير إلى أن هناك أمكانيه للتوصل إلى «اتفاق وشيك» لكن بشروط وبحسب تصريحات لمسئول أميركي لشبكة CNN: «يعتقد المسئولون الأميركيون أن الاتفاق أقرب مما كان عليه ولكن هناك فجوات ونقاط خلاف لا تزال قائمة بين إسرائيل وحماس» وتأتي اللغة المتفائلة في أعقاب سلسلة من الأنشطة الدبلوماسية الإقليمية، بما في ذلك زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى إسرائيل ومصر وقطر، الأسبوع الماضي. ، وبحسب مصادر مطلعه فقد ، اتفق الجانبان على تنفيذ الاتفاق على 3 مراحل، تبدأ بمرحلة أطلق عليها «الإنسانية»، وتتضمن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، والإفراج عن كل الأسيرات الإسرائيليات، بمن فيهم المجندات، والمدنيين الإسرائيليين، أحياء أو قتلى.

وينتهي الاتفاق بوقف شامل ودائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي كلياً من قطاع غزة، بما في ذلك من محوري فيلادلفيا ونتساريم و6 نقاط سيحتفظ بها الجيش خلال المرحلتين الأولى والثانية، لتبدأ بعد ذلك عملية الإعمار. فهل حقا بات التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار على مرمى حجر بحيث تتم إزالة كافة العقبات من خلال ممارسة الضغط على حكومة نتنياهو وإلزامها للتقيد بقرارات الشرعية الدولية ووقف حرب الإبادة؟