شرق أوسط نتنياهو لن يكون
حمادة فراعنة
برضه ما زال نتنياهو يضع العراقيل أمام التوصل إلى صفقة تقوم على : 1 - وقف إطلاق النار، 2 - تبادل الأسرى، 3 - الإنسحاب من قطاع غزة.
ومنذ بداية العام 2024 بعد التوصل إلى صفقة وقف إطلاق النار في آخر أسبوع من شهر تشرين الثاني عام 2023، إلى الآن، وهو يضع العراقيل، كلما توصل الوسطاء إلى إزالة العراقيل الأساسية من أمام الصفقة و الاقتراب من نجاحها، حتى يقوم نتنياهو بوضع العراقيل والاختباء وراء الحجج المختلفة لإعاقة الصفقة وعرقلة تنفيذها، وهذا يعود لسببين:
الأول أن حلفاءه في حكومة الائتلاف السياسية الدينية المتطرفة، بن غفير وسموترتش، يهددون بفك الائتلاف والانسحاب من الحكومة إذا تمت صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، فهم لا يريدون أن يروا قادة من الفلسطينيين يخرجون من الأسر الإسرائيلي، ليقودوا النضال، كما فعل الشهيد السنوار.
والسبب الثاني، أنه سيدفع ثمن إخفاقه في عملية غزة، فقد استباح غزة واحتلها بالكامل، ولكنه أخفق في معرفة أماكن الأسرى الإسرائيليين وإطلاق سراحهم بالقوة بدون عملية تبادل.
كما احتل قطاع غزة هادفاً لإنهاء المقاومة الفلسطينية واجتثاثها، ولكنه أخفق في ذلك، حيث لا تزال مبادرات المقاومة قائمة موجودة وتوجه ضربات موجعة لقوات الاحتلال.
لقد تمكن نتنياهو من قتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، ووجه ضربات موجعة لقيادات المقاومة والتركيز عليها واغتيالها، كما دمر وخرب ثلثي مباني قطاع غزة ، ومسح من شمال القطاع مدن وأحياء جباليا وبيت لاهيا وبيت حنون، ولا زال يُصر على مواصلة حربه الهمجية المدمرة القاتلة، ضد الشعب الفلسطيني.
وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والانسحاب من قطاع غزة ولو تدريجياً، سينقل مكانته من حالة الإخفاق إلى موقع الفشل والهزيمة، ولهذا يضع العراقيل لإحباط مساعي الوسطاء، رغم كل التسهيلات التي وافقت عليها كل من حركتي حماس والجهاد.
حماس لها مصلحة في وقف إطلاق النار، لحماية ما تبقى لها من قيادات وقواعد، وحماية لشعبها المكلوم بالأذى والدمار والموت، ولهذا تُقدم كل التسهيلات الإجرائية لنجاح الوسطاء في التوصل إلى الصفقة، بينما هو يستقبل تسهيلات حماس بالعراقيل، وآخرها الإصرار على عدم إطلاق سراح قادة المقاومة: مروان البرغوثي وأحمد سعدات وقادة حماس، أو إبعادهم إلى خارج فلسطين، وهو إجراء مرفوض من قبل الفصائل ومن قبل القيادات نفسها، في رفض ابتعادها عن شعبهم وعن وطنهم.
ادعاءات نتنياهو على أنه مقبل على «شرق أوسط جديد»، لا يجد الأدوات والعوامل لفرض هذه النتيجة، فالشعب الفلسطيني الصامد الباقي في وطنه، ما زال العقبة الجوهرية الأولى، ومبادرات الأردن في صياغة مواقف وطنية وقومية تحمي أمن الأردن، وتوفر للأشقاء حواضن داعمة، وفي طليعتها موقف العربية السعودية الرافض لعملية التطبيع مع المستعمرة بدون التوصل إلى تسوية تضمن للشعب الفلسطيني استقلاله ودولته، وأصبح ذلك علنا، وتم إبلاغ الاميركيين رسميا بالموقف السعودي.
مبادرات الأردن وتحركات وزير الخارجية نحو طهران وبغداد ودمشق، يتم بالتنسيق مع عواصم الأشقاء العرب، و هو السلاح السياسي، الأردني العربي، المعلن ضد إجراءات نتنياهو وأحلامه الوهمية، نحو شرقه الأوسط الذي لن يتحقق.