سلام على شهيد القلعة ورفاقه

الشيخ محمود عبدالسيد المعايطة

في 18 سبتمبر من كلّ عام يتجدد العهد بين الأردنيين والشهادة، يتجدد الوفاء للشهداء، الذين خاضوا وقعة الشرف والعز دفاعاً عن الوطن، وتحرير حصنه عندما حاول الإرهابيون تدنيس أرض القلعة والعبث بأمن الوطن وأمان المواطن، فكان الردّ حاسماً أنّ الأرواح ترتقي إلى بارئها بسخاء عندما تبذل للوطن، وأنّ الدماء تصبح وقودا لقناديل الشهادة والذود عن الحمى، يضربون أصدق تمثيل لقوله تعالى(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).

فسلام على أرواحكم يا سائد وهي التي ما زالت تحرس الثغور، وسلام عليك يا بني وأنت تقود الشهداء، وسلام على أسد القلعة وهو يزأر في جنباتها أنّ لا شيء يعلو على أمن الوطن، وسلام عليك أيها العقيد الركن البطل وأنت من قدّم درساً في الشموخ والعز كُتب بدماء الشهادة في مدونات التاريخ، ليكون دروساً للأجيال في معاني التضحية والفداء والأنفة والبطولة لمن يروم العلا ويبتغي منازل الشهادة، وتدوّن أنت وصحبك تاريخنا المعاصر بحروف من دمائكم الزكيّة أنّ الشجاعة والبسالة والبطولة سلوك ونهج للأردنيين الأحرار، وليست معاني مدونة في الكتب، وأنتم من قرأ وتمثّل وترجم قول ابن القيسراني إلى أفعال:
(هذى العزائم لَا مَا تدعى القضب ... وَذي المكارم لَا مَا قَالَت الْكتب)

سلام عليك يا أسد القلعة وأنت في عرين الشهادة والكبرياء مع الأحياء عند ربهم يرزقون، وسلام على بُنياتك كندة وزينة براعم فرح تتفتح في ربى الوطن كل يومٍ، وأنت من أورثهن معاني النصر والفخر لكلّ الأردنيين، وترتسم على وجنتاهن صورة أسد القلعة الشهيد البطل، ويتلألأ في عيونهن بريق صفائح البطل الشهيد.