الاتصالات في الأردن.. الساعة بـ «قرش»
علاء القرالة
لنتفق أولاً أن الاتصالات سلعة كمالية وتحديداً إذا تحدثنا عن وسائل التواصل الاجتماعي، ولنتفق أيضاً أن الاتصالات في المملكة هي الارخص بالعالم، ولنتفق كذلك أن «شركات الاتصالات» لدينا باتت تقف اليوم أمام تحدي الاستمرارية والتطور والنمو والتشغيل، فكم تكلفة متوسط الاتصالات في الاردن؟
صدق أو لا تصدق ان الاردني يتواصل مع كل العالم ويجري اتصالات ويشاهد كل ما يحدث في العالم ويزور دولاً ويفرض آراءه وينتقد ويحمد ويشكر ويبيع ويشتري ويعزي ويفرح فقط بـ 10 دولارات؛ أي اقل من 7 دنانير في الشهر وأقل من 25 قرشاً في اليوم الواحد أي اقل من قرش بالساعة، بينما «غالبية الشركات» بالمملكة تعاني من تراجع الجدوى الاقتصادية وانخفاض ارباحها عاماً وراء عام.
لا أحد ينكر مدى مساهمة قطاع الاتصالات بالمملكة وبحالة النمو الاقتصادي والتطور الكبير الذي نشهده في مختلف المجالات «صناعة وتجارة وخدمات واعلام»، فالشركات ورغم كل ما تعانيه من تراجع بالدخل الا انها لا توفر وسيلة الا وذهبت اليها لمواكبة التطورات، فكنا سباقين بادخال تقنية الـ 4G وتقنية 5G ونعتبر من اكثر الدول بالمنطقة والعالم من حيث سرعات الانترنت متفوقين على بريطانيا والسويد.
استمرارية عمل شركات الاتصالات ورفع قدرتها على التشغيل والتطور مصلحة عامة ومشتركة، اذا ما كنا نريد ان نسابق العالم في التطورات المتسارعة ونبقى على اتصال مع كل دول العالم، فالاتصالات اليوم هي السبيل لمواجهة التطورات والذكاء الصناعي وايجاد «وظائف المستقبل» كما انها هي من تدير الاعلام الرقمي والتحولات المتسارعة، والاهم ان قطاع الاتصالات يعتبر من اهم القطاعات تشغيلا للاردنيين.
خلاصة القول؛ ما يصرفه الاردنيون بدل استخدامهم لـ«خدمات الاتصالات» من دخولهم الشهرية يعتبر زهيدا جدا امام ما يتمتعون به من خدمات متطورة وتعتبر من الافضل في العالم، ولأجل استمرارها فلا بد من جعل القطاع قويا وجريئا على اتخاذ خطوات يكون المردود منها اكثر جدوى، وباستثناء ذلك ستضعف الشركات وتتوقف عما هي عليه الآن، فهذه الشركات تقدم العالم ما بين يديك مقابل.. قرش بالساعة.
الرأي