في ظل الفتن يقف الأردن شامخًا كجبل عالٍ

الدكتور مروان الشمري
اللهم لك الحمد على الأردن نعمةً وعلى مليكها قائداً وجيشها حامياً ومخابراتها حصناً منيعاً 

بسم الله الرحمن الرحيم، 

في ظل الفتن التي تجتاح المنطقة، وتهدد استقرار الدول، يقف الأردن شامخًا كجبل عالٍ، يحميه الله برعايته. لقد أكرمنا الله بقيادة حكيمة، تفوقت بصيرتها ورجاحة سياساتها واتزانها واستراتيجية عملها ورغم شح الموارد والإمكانات على كل المصاعب والأزمات والتهديدات فقد مثل الملك المفدى عبدالله الثاني بن الحسين، الذي يسير على خطى الهاشميين الأوائل، كل معاني الشجاعة والعدالة والصبر الاستراتيجي والصفح والحزم كلما تطلب الأمر منطقا ذكيا وسياسات فاعلة وتوازنا في المواقف والإجراءات. 
إن الجيش الأردني، درع الوطن وحماته، يُظهر يومًا بعد يوم ولاءً لا يُضاهى لقيادته وشعبه وكل المبادئ والقيم الأردنية الأصيلة ويقف حاسما امام كل ما يحاك من مؤامرات من قوى الشر والظلام حامياً الأمن في وجه التحديات. وكما يقول الله تعالى في محكم كتابه: **"إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا"** (الحج: 38)، فإن جنودنا البواسل يدافعون عن الوطن بكل بسالة وإيمان.
أما جهاز المخابرات، فكأنه العين الساهرة التي تحرس وطننا وتحميه بأهداب العيون ومخالب الحق، تراقب الأحداث بعين ثاقبة، وتعمل على حماية الوطن من المخاطر المحدقة. إن الله قد وهب هذا الجهاز القدرة على تفكيك المؤامرات قبل وقوعها، فهو كما قال تعالى: **"وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ"** (الأنفال: 60).
وفي زمان يتداعى فيه العدل وتُنتهك الحقوق في بعض البلدان المجاورة، يبقى الأردن مثالاً للنموذج الناجح في الإدارة والحكمة. فالشعب الأردني، تحت قيادة جلالته، شهد ويشهد تقدمًا في كافة المجالات، والمجتمع الأردني بكل أطيافه يحتضن التنوع ويسعى لتحقيق الوحدة. وكما قال الله تعالى: **"وَالْفَتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ"** (البقرة: 191)، نستطيع بفضل حكمة قيادتنا تجاهل الفتن والسير قدمًا نحو البناء والتقدم.
إننا نعيش في وطنٍ آمن، استمد قوته من قيمه الإسلامية، ومن روحه العربية الأصيلة. ولذا، فلندعو جميعًا ليحفظ الله الأردن، ملكًا وجيشًا وشعبًا، ويجعلنا دائمًا من المتكاتفين المتحابين، لنكون سويًا في وجه التحديات.

فلنجعل كلماتنا تنبض بالحب والوفاء، ولنتذكر دومًا أننا في سفينة الوطن، فلا مكان للفتنة أو الانقسام بيننا. **"إنما المؤمنون إخوة"** (الحجرات: 10)، ولنرفع دائمًا راية الوحدة والفخر ببلدنا الأردن.

وختامًا، أقول: حفظ الله الأردن وشعبه وقيادته عزيزا منيعا