نحمد الله الذي أنعم علينا بنعمة الهاشميين
بقلم: طارق الرحيمي الحراحشة
عندما نتأمل الأوضاع المحيطة بنا في الوطن العربي والعالم الإسلامي، ونرى ما تعانيه الشعوب من قهر وظلم على يد أنظمة استبدادية لا تعرف للعدالة طريقًا ولا للرحمة موضعًا، ندرك حجم النعمة التي أنعم الله بها علينا في الأردن بقيادة هاشمية حكيمة وعادلة.
الهاشميون، منذ أن أضاءوا سماء هذا الوطن، ضربوا أعظم الأمثلة في العدل والرأفة والحنكة السياسية. لم يُسجل عليهم يومًا في صفحات التاريخ أنهم ظلموا أحدًا أو سفكوا دمًا بغير حق. على العكس تمامًا، كانوا ولا زالوا الآباء الحنونين والإخوة السند لكل أردني وأردنية. قيادتهم لم تكن مجرد قيادة سياسية، بل قيادة تحمل معاني الإنسانية والأبوة الحقيقية، التي جعلت من الأردن بيتًا دافئًا لكل من لجأ إليه أو عاش فيه.
أتأمل كلمات الملك الباني، المغفور له الحسين بن طلال، حين قال: "سيأتي يوم يتمنى كل من لا يحمل الجنسية الأردنية لو أنه أردني”. لم تكن تلك الكلمات مجرد عبارة، بل كانت رؤية بعيدة المدى لشخص أدرك قيمة هذا الوطن وما يحمله من مبادئ وقيم أصيلة تحت قيادة هاشمية.
إن الهاشميين لم يجعلوا من الأردن فقط وطنًا يسوده الأمن والاستقرار، بل جعلوه نموذجًا يُحتذى به في التسامح واحترام الآخر، وفي بناء مجتمع يرتكز على العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. ففي وقت كان فيه العالم من حولنا يعاني من الحروب والصراعات، وقف الأردن صامدًا، يحمي حدوده وشعبه، ويرفع شعار الإنسانية عاليًا.
الأردن ليس مجرد وطن، بل رسالة سلام وملاذ لكل من يبحث عن الكرامة والأمان. ومن خلف هذا النجاح والتميز قيادة هاشمية وضعت مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار. لم يقتصر دورهم على الحاضر فقط، بل كانوا يبنون للمستقبل، يزرعون الأمل في نفوس الأجيال القادمة، ويؤسسون لدولة قوية تقف شامخة أمام التحديات.
إن الحديث عن الهاشميين هو حديث عن تاريخ عريق، وعن قادة لم تغرهم السلطة ولم تزلهم التحديات. هم قادة نذروا أنفسهم لخدمة هذا الشعب، وحملوا أمانة هذه الأرض بكل إخلاص. ونحن، كأبناء هذا الوطن، لا يسعنا إلا أن نحمد الله ونشكره على هذه النعمة العظيمة، وندعو لهم بدوام العز والسداد.
فالحمد لله الذي أنعم علينا بقيادة هاشمية حكيمة، جعلت من الأردن وطنًا يحتذى به، وأبقت على وجوهنا مرفوعة بين الأمم.