اكتشافات أثرية بوادي الزرقاء تعيد تشكيل فهم الاستقرار البشري القديم

ألقت كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث في جامعة الهاشمية الضوء على أهمية منطقة وادي الزرقاء الأثرية من خلال محاضرة علمية قدمها باحث الآثار الإيطالي الدكتور فابيو بارينتي. تناولت المحاضرة، التي نظمت ضمن البرنامج اللا منهجي للكلية، دلائل أثرية يتراوح عمرها بين ٢-٢.٥ مليون عام، تؤكد الأهمية الاستراتيجية للموقع في حركة الانتقال البشري بين إفريقيا وآسيا وأوروبا في العصور القديمة.

وأشار الدكتور بارينتي إلى أن الاكتشافات الحديثة التي أجراها الفريق البحثي الإيطالي-البرازيلي في منطقة "دوقرة" تضيف بُعدًا جديدًا إلى فهمنا للاستقرار البشري القديم. هذه النتائج قد تُعيد النظر في فرضيات سابقة حول حركة الإنسان وانتقاله بين القارات.

وأكد الدكتور بارينتي على ضرورة تعزيز البحث العلمي التشاركي بين الفرق البحثية المختلفة، مشيرًا إلى أهمية دور كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث في رفع مستوى الوعي لدى المجتمعات المحلية والحفاظ على التراث. وأوضح أن المنطقة يمكن أن تكون مركزًا تدريبيًا مهمًا لطلبة الكلية، مما يعزز خبراتهم العملية في مجال التنقيب الأثري.

وفي لقاء جمع الفريق الزائر مع عميد الكلية الأستاذ الدكتور نايف حداد ونائب العميد الدكتورة فردوس العجلوني ومساعد العميد الدكتور علي المناصير، تمت مناقشة التعاون المشترك وإمكانية توقيع مذكرات تفاهم تهدف إلى تعزيز التدريب الميداني للطلبة. 

وأكد الأستاذ الدكتور نايف حداد على أهمية توظيف التقنيات الحديثة في دراسة السويات الأثرية، مشيدًا بدور دائرة الآثار العامة الأردنية في حماية الإرث الحضاري للمملكة.

كما رحبت الكلية بأي نشاطات علمية مستقبلية يقدمها الفريق الزائر أو فرق بحثية أخرى تعمل في محافظة الزرقاء أو أي مناطق أخرى من المملكة، معربة عن التزامها بتعزيز الفهم العلمي للتراث الأثري في الأردن.