ثمة كلمات وخطابات تحتاج أكثر من قراءة ومتابعة لأهميتها، وشمولها وعمق ما تحويه من مضامين ثرية وتشكل خارطة طريق للكثير من القطاعات والقضايا، وتحسم جدليات كثيرة، لا سيما إذا ما اتسمت بالموضوعية والعملية، والرؤى الحقيقية البعيدة عن الدوران في حلقات الكلام دون معنى أو جوهر، وتجسد ذلك في البيان الوزاري للحكومة الذي قدمه رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان لنيل ثقة مجلس النواب على أساسه وذلك خلال الجلسة التي عقدت صباح أمس الأول الأحد برئاسة رئيس المجلس أحمد الصفدي. وشكل البيان الوزاري حالة من العمل الحقيقي، المنظم وفقا لرؤى تنفيذية، وضمن برامج زمنية واضحة، قدمها الدكتور حسان بثقة التنفيذ، والإصرار على المضي بدرب التحديث بمساراته الثلاثة، ومواجهة أي تحديات وعقبات بمزيد من العمل والإصرار على الإنجاز، بما يليق بالوطن، واضعا برنامجا وصفه مراقبون بأنه خارطة طريق السير على تفاصيلها سيقود لإنجازات حقيقية على كافة الأصعدة، والقطاعات، في ظل وجود رؤى متكاملة تجمع التشخيص بتقديم آليات وأدوات التنفيذ، والعلاج لمواطن القصور أو السلبيات إن وجدت.وحول أهمية شمولية البيان الوزاري لحكومة الدكتور جعفر حسان، ونهجه الذي اتسم بالعملية، والرؤى ذات البعد التطبيقي لخطة عمل حكومية متكاملة وعمليا بدأ بتنفيذها رئيس الوزراء منذ توليه مهامه، يؤكد سياسيون وخبراء سياحة واقتصاد أهمية ما تناوله رئيس الوزراء كونه اتسم بالعملية، والتركيز على الشأن الاقتصادي والسياحي والزراعي والأمن الغذائي والمائي، والإعلامي، ليشكل البيان حقيقة رؤى ثاقبة لغد نموذجي. واعتبر متحدثو  أن البيان الوزاري يتميز إلى جانب شموليته أنه طرح التحديات واضعا الحلول، بمعنى أنه قدم الداء والدواء، ما يجعل من ترجمة هذا البيان على أرض الواقع أمرا ممكنا، وكذلك منتظرا من المواطنين كافة، لما تضمنه من استراتيجية كاملة ونموذجية للوصول نحو الأفضل بكافة القطاعات، بعيدا عن منهجية الوعود بعناوين عريضة، إنما بصيغ مدروسة لمشاريع قابلة للتنفيذ، ومؤكدة النجاح. وأشار متحدثونا إلى أن رئيس الوزراء تحدث عن الجانب الاقتصادي بتركيز، وبطرح اقتصاد يحمل مفهوم الاقتصاد المريح، بمعنى تقديم التسهيلات لقطاعات أساسية في الناتج المحلي وتحقق نموا به في حال دعمها كالصناعة والتجارة والسياحة وصولا لمنظومة تحديث وتنمية اقتصادية مهمة، وعملية.

الوزير الأسبق الخبير السياحي مالك حداد، قال إن البيان الوزاري الذي قدمه رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان هام جدا، ويحمل مضامين تشكل رؤى عملية لتنفيذ مشاريع وخطط من شأنها إحداث تقدم في الكثير من القطاعات تحديدا في الجانب الاقتصادي والسياحي، وكذلك في الأمن الغذائي والمائي، فقد وضع رؤى متكاملة وعملية لهذه القطاعات كافة. وأضاف حداد: كان التركيز في البيان على الاقتصاد، ويمكن وصفه بالاقتصاد المريح، بمعنى تقديم تسهيلات للقطاع الصناعي والتجاري والسياحي، وتحفيز كافة القطاعات التي تحقق أكبر نمو في الناتج المحلي مما يؤدي إلى ارتفاع حصتها زيادة الناتج المحلي، وفي ذلك حقيقة رؤية اقتصادية نموذجية ومتكاملة ستعمل على تحديث اقتصادي حقيقي. ولفت حداد إلى أن الاهتمام بالسياحة والأمن الغذائي والمائي، كل ذلك تحدث به رئيس الوزراء بشكل يؤكد أن تطورا سيحدث بهذه القطاعات، وكل ذلك يحسب للرئيس في بيانه بشكل إيجابي، ويجعل من الأنظار تتجه من كل المواطنين لرية ما هو على أرض الواقع ونأمل له النجاح. وشدد حداد على أن هذه بدايات مشجعة للحكومة، حيث بدأ الرئيس بالتواجد بين الناس، يسمع منهم ويقدم لهم ما يحتاجون، وهي بدايات مشجعة وعمل حقيقي وجدي في معالجة المشاكل، معربا عن أمله بنجاح رئيس الوزراء في تطبيق خطط عمله التي تحمل الكثير من الإيجابية.

من جانبه، اعتبر الوزير الأسبق الدكتور رضا الخوالدة البيان الوزاري خارطة عمل حقيقة وعملية ونموذجية لقادم في حال تم تطبيقه سيحمل الكثير من الإيجابيات، لا سيما أن الدكتور حسان لم يتحدث عن قطاعات بشكل عام إنما تحدث عن مشاريع وخطط ستعمل الحكومة على تنفيذها، ما يجعل من البيان الوزاري هاما ويحمل الطابع التنفيذي الحقيقي. ورأى الدكتور الخوالدة أهمية ما تطرق له دكتور حسان فيما يخص موضوع الزراعة والأمن الغذائي، وسعي الحكومة لتحقيق الأفضل بهذا الجانب، وحتما الاهتمام بهذا القطاع أمر استراتيجي غاية في الأهمية ويحقق أمننا بجوانب متعددة، ففي تحقيق الأمن الغذائي والمائي نحن نضع صيغة للأمن واسعة الأفق تحقق إيجابيات كثيرة على قطاعات متعددة، ناهيك على الإيجابيات التي تنعكس على الدخل الوطني، والتحديث الاقتصادي، والاهتمام بهذا الجانب أمر يتعدى كونه اهتماما مائيا غذائيا، وإنما هو اهتمام بقطاعات متعددة على كافة الصعد بما فيها الاقتصادية. وأعرب الخوالدة عن أمله أن ينجح رئيس الوزراء في ترجمة البيان الوزاري الذي تطرق لكافة القطاعات بشكل جذري، يجمع ما بين التشخيص والعمل للإنجاز، في آن واحد، وهنا نرى إنجازا بما يليق في الوطن كما ركز على ذلك رئيس الوزراء.

وشدد الوزير الأسبق المهندس سعيد المصري على اهتمام رئيس الوزراء العملي بقطاع الزراعة والذي بدأه منذ توليه مهامه، حيث شملت جولاته الميدانية في المحافظات مواقع زراعية متعددة، ما يعكس اهتمامه الحقيقي بهذا القطاع الذي يعد الأهم محليا اقتصاديا وتنمويا، وجاء البيان الوزاري ليجدد التأكيد على اهتمام رئيس الوزراء بهذا القطاع العام أحد أهم روافد الاقتصاد الوطني. وشدد المصري على أن اهتمام رئيس الوزراء في قطاع الزراعة والأمن الغذائي وحتى السياحة، مسألة تعكس أهمية خطط الحكومة في دعم الاقتصاد وتوفير كل ما من شأنه إحداث تحديث اقتصادي بشكل عملي وحقيقي، برؤى وخطط جاهزة للتنفيذ، مبينا أن الجانب العملي يبدو واضحا أنه قد بدأ بهذا الجانب، وهي مسألة هامة على أجندة رئيس الوزراء.