رئيس الوزراء بعيدا عن «اللاممكن» وبـحـضـور لـلإنـجـاز الـمـؤكـد

نيفين عبدالهادي

في أي قراءة للبيان الوزاري للحكومة الذي قدمه رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان لطلب نيل ثقة مجلس النواب على أساسه أمس، نصل لنتيجة واحدة، تتفق حولها كافة الآراء ووجهات النظر، أنه بيان واقعي من ألفه إلى يائه، ابتعد خلاله رئيس الوزراء عن أي مضمون يحمل «اللاممكن» حيث حضر الإنجاز، والعمل والسعي لتحقيق الأفضل بشكل لافت، مؤطرا «بالممكن» من ألفه إلى يائه.

أمس، قدم رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان البيان الوزاري للحكومة لطلب نيل ثقة مجلس النواب على أساسه وذلك خلال الجلسة التي عقدت صباح الأحد برئاسة رئيس المجلس أحمد الصفدي، فقدّم بيانا وزاريا واقعيا، ليس هذا فحسب، وإنما يحمل من التفاؤل الكثير، إذ ابتعد «دولته» عن لغة التشاؤم، أو عدم القدرة على التطوير والإنجاز، بكافة الملفات والقطاعات، بحسم واضح ولغة بعيدة عن بلاغة القول مقتربة حدّ الحقيقة من القدرة على الإنجاز، فتناول موضوع التحديث بكافة مساراته منطلقا بذكاء «القدرة على الإنجاز» من التحديث السياسي الذي يعدّ مجلس النواب العشرون أحد أهم إنجازاته، ليكون حديثه بهذا الشأن مبنيا على ثمار يقطف عظمتها الأردنيون في مجلس نواب يضم تغيرات جذرية لجهة الأحزاب والمرأة والشباب، ولجهة الإنجاز الديمقراطي المهم في زمن غاب به الإنجاز ولو بأقل صوره.

وتناول الدكتور حسان بتفاصيل دقيقة التحديث الإداري، والاقتصادي، بصورة شخّص خلالها التحديات بكل شفافية ودقة، ووضوح ومكاشفة، وبرؤى تحمل تفاصيل لقادم ربما يحمل تحديات، لكن هناك منهجية للعمل يؤطرها إصرار على الإنجاز يُمكن من خلالها لتحقيق الأفضل، يرسم اليوم بكافة تفاصيله من بناء على الإنجازات، وتشخيص للواقع ووقوف على التحديات والعقبات، وصولا بإصرار إلى تحقيق ما يرنو له الجميع من تحديث وتنمية وتطوّر، وفق برامج عمل واضحة، وفي ذلك أيضا تميّز عبقري من «دولته» لما حمله البيان الوزاري من برامجية واضحة منظمة زمنيا، وموزعة على كافة القطاعات.

وفي عبارة لا أجافي الحقيقة إذا ما قلت إن سابقة حكومية، قال بها الدكتور حسان «حذرني كثيرون أنْ أبتعد عن رفع سقف التوقعات، وأقول هنا إن توقعاتنا يجب أنْ تكون عاليةً بمستوى مسيرة هذا البلد العظيم، وطموح شعبه الكريم، فالأردن يستحق أعلى التوقعات، فالحكومة لم تكلفْ لإدارة التوقعات، بلْ للعمل والمثابرة لإطلاق الطاقات وتحقيق الطموح، وها هي تضع اليوم بين أيديكم برنامج عملها الطموح بكل واقعيةٍ ومسؤولية، لنعمل على إنجازه ونحاسب على أساسه»، كلمات تعدّ خارطة طريق لعمل الحكومة، خارطة طريق استثنائية بمقاربة مميزة ما بين الوعد وبين الإنجاز، إذ يليق بالوطن الوعود العالية، ويقابل ذلك حكومة لن تدير توقعات بل ستعمل وتثابر وصولا للطموح بواقعية ومسؤولية، هي نموذجية الطرح، ومثالية الإنجاز، فليس خطأ الوعد، لا سيما إذا ما اقترن بوعد الإنجاز وتحقيق الأفضل، هي عبقرية الدكتور حسان التي، كما بدأت كلماتي، تبتعد عن اللاممكن، فأنت في الأردن القادر على الإنجاز علاوة على أنه يليق به كل هذه الإيجابية.

لا أنكر أني أجد صعوبة في الوقوف على تفاصيل البيان الوزاري للدكتور جعفر حسان، ففي كل كلمة إبداع، وفي كل جملة تميّز، ووضوح وشفافية لم ينكر خلاله أن هناك تحديات تواجه الحكومة، ولن يكون العمل سهلا، لكن «لن نتلكأ ولن نتردد إن شاء الله، وسنعمل بكل ما أوتينا من قدرةٍ، ليبقى قدر هذا البلد عظيماً على الدوام»، وعود مغلفة بالممكن والعملية، بعيدا عن اتساع دائرة الوعد حدّ الأحلام، ففي حديث «دولته» مفاهيم واضحة بقدرة العمل وقدرة الإنجاز وقدرة جعل الغد ثريا بالمنجزات، بعيدا عن التشاؤم وبعين الأمل والإيمان بقدرة الوطن وعزم الأردنيين.