المـلـك فـي شـركـة الـبـوتاس .. الإشـارات والـدلالات
أحمــد الــحــورانـــي
Ahmad.h@yu.edu.jo
جلالة الملك عبدالله الثاني قائد يُقرنُ القولَ بالعملِ، وذلك كانَ نهجًا ملكيًا حكيمًا أراد جلالته تكريسه في المشهد الوطني منذ تسلّم سلطاته الدستورية، لأن جلالته الذي أراد ويريدُ ذلك يعرفُ أهمية ربط النظرية بالتطبيق وهو الذي ما انفك يدعو الحكومات والمؤسسات الوطنية للعمل بثقة وشفافية وبروح الفريق لخدمة الصالح العام، من دون تراخ أو تباطؤ تحت وطأة الخوف من اتخاذ القرار أو حسابات الشعبية الآنية، أو سياسات الاسترضاء التي أضاعت على وطننا في الماضي الكثير من فرص التميز والتطور والتغيير الايجابي الذي يمكننا من مواكبة روح العصر ومتطلباته، وأكاد أجزم أن تلك الدعوة كانت ضمن الثوابت والأولويات التي دعا إليها الملك في كل زيارة ميدانية أو لقاء مع المعنيين ممن وجبَ عليهم التقاط الإشارات الملكية على الفور والتحرك على عجلٍ من أجل وضع منهجية عمل محكمة تضع أهدافا محددة للإنجاز في جميع المجالات، وتحدد برامج زمنية لتنفيذها، ليكون مدى التقدم في تنفيذ هذه البرامج هو المعيار الواضح لتقييم الأداء واتخاذ القرارات المستقبلية بشأنها وحول من تناط به مسؤولية تنفيذها.
أول من أمس الخميس وضمن زيارته إلى الكرك الأبية، شرّف جلالة الملك شركة البوتاس العربية بزيارة كريمة، وافتتح مجموعة من المشاريع الرائدة في رفد الاقتصاد الوطني والتي قامت الشركة بتنفيذها بمبالغ مالية تُقدر بنحو ثلاثمائة وعشرين مليون دينارا، وأبرزها كان مبنى الابتكار والريادة، وكذلك مشروع وحدة الريف ومحطة الضخ الرئيسية ومركز العمليات واللوجستيات ومصنع البوتاس الحُبيبي، فضلًا عن تفضّل جلالته بافتتاح المرحلة الأولى من التوسع الشرقي في الشركة الذي سيرفع الانتاج بمقدار ثمانين ألف طن سنويًا، وقبل ذلك كان حفظه الله قد شهد اطلاق استراتيجية الشركة للنمو في قطاعي الأسمدة والكيماويات المشتقة للأعوام (2024-2034)، وهي ضمن إحدى مبادرات رؤية التحديث الاقتصادي الهادفة لتعزيز مكانة الأردن كمصدّر رئيسي للأسمدة والكيماويات.
شركة البوتاس العربية صرح وطني مهم، ورافد رئيس للاقتصاد الوطني، وإحدى ركائز الصناعة الرئيسة لقطاعي التعدين والأسمدة في المملكة، والمساهم الكبير في مجال المسؤولية الاجتماعية، ونحن فخورون بما حققته شركة البوتاس العربية التي تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات الملموسة التي كان لها تأثير إيجابي ملموس في تعزيز مؤشرات الاقتصاد الكلي، خصوصا فيما يتعلق بزيادة الصادرات الوطنية، والمساهمة الفاعلة في الناتج المحلي الإجمالي، ولا شك أن هناك المزيد من الإنجازات لهذه الشركة الرائدة التي نهضت بأيدٍ وإدارات تنفيذية وطنية أردنية، سيما في ظل سعي الدولة بقيادة جلالة الملك الحثيث لتحقيق مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي، التي تشكل أحد محاور مشروع التحديث الشامل الذي يقوده حفظه الله ويعضده سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، بمساراته الثلاثة السياسي والاقتصادي والإداري.
هكذا تمضي شركة البوتاس العربية نحو مرحلة أخرى من عملها المدعم بفريق إداري على درجة من الخبرة والكفاءة والانسجام في بوتقة واحدة ستبقيها محط رجاء القيادة الهاشمية وثقة الحكومة، وغني عن القول بأن البوتاس العربية شهدت في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا ونقلة نوعية على كافة أصعدتها التشغيلية ما عزز من مكانتها وريادتها في أسواق الأسمدة العالمية، ومكنها من المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي على الصعيد الدولي، وها هي اليوم ماضية بالعمل على الارتقاء بمستوى الأداء وتعزيز قدراتها التنافسية.