الدراجات النارية.. فوضى وفلتان وحوادث قاتلة.. من المسؤول؟

محمود كريشان

ظاهرة مزعجة، تنتشر في كل مكان.. بين السيارات، وفوق أرصفة المشاة، في الأزقة والزواريب، كما في الشوارع الإسفلتية العامة، هم بعض سائقو الدراجات النارية المتهمون بقوة بالتسبب بحوادث سير كثيرة، وعدم احترام أبسط قواعد قانون السير، والمدهش ان بعض سائقي الدراجات النارية الصغيرة، لا يمتلكون رخصة قيادة، أو خضعوا لإمتحان، حتى يتعلموا أصول القيادة، وأبسط قواعد سير الدراجات على الطرقات، حتى ان "أطفال" لم يبلغوا الثامنة يقودوا دراجات نارية، ويسيروا بها في الشوارع العامة؟.

بل ان بعضهم يقودوا دراجاتهم بلا خوذة؟.. يتسللون بين السيارات والقفز أمامها من دون إنذار وحتى السير في الإتجاه المعاكس للحركة المرورية، وبدأ المشاة المارة يحذرون منها أكثر من المركبات، فهي تطلع كالسهم من كل اتجاه متوقع وغير متوقع، وتعريض سلامتهم وسلامة الآخرين للخطر، ما يتسبب لهم بحوادث سير مميتة احياناً؟.

ولا شك هنا.. أن تصرفات بعض الدراجات النارية على الطرقات غير مقبولة والحوادث الى ازدياد، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي نعيشها صار المواطن يبحث عن "لقمة العيش" عبر دراجة صغيرة هي باب رزقهم، مثل بعض عمال "الديلفري" ومهام وخدمات توصيل السلع والأطعمة، ما أدى إلى انتشار الدراجات بشكل كبير، لكن للأسف تزايد الدراجات أدى الى تزايد كبير لعدد الحوادث المميتة على الطرقات، التي تشهد يومياً حوادث كثيرة، وإن كنا لا نملك إحصاءات رسمية عنها، لكن الواضح ان عدم احترام القوانين، وإهمال تام لقواعد السلامة، مزيج قاتل لبعض سائقي الدراجات النارية، الذين لا يهتمون بوسائل الحماية من واقي الصدمات على الأقدام، وخوذة أو بزات خاصة، او استخدام خوذ بلاستيكية "زهيدة الثمن" لا تتمتع بمواصفات الحماية المطلوبة، تنكسر بسهولة عند الارتطام، يقتنيها السائقون لا لحماية أنفسهم، بل للتهرب دوريات شرطة السير؟.

باختصار.. لا رقابة.. لا محاسبة فبعض سائقي الدراجات لا يلتزمون بقانون السير ورخصة القيادة لتسير الامور بشكل فوضوي.. فهل نتفاجأ بعد بتزايد الحوادث وبما نراه من صور نافرة على الطرقات؟.. لكن هذه الصورة القاتمة تقابلها صورة اخرى قاتمة ومرعبة لمواكب الدراجات النارية الفاخرة المملوكة لفئات من "المجتمع المخملي" التي تجوب الطرقات والمناطق في نشاطات وراليات على الطرق الرئيسية، يقومون بحركات بهلوانية.. بلا حسيب او رقيب.. وفي بعض الأحيان لا تحمل لوحات معدنية مرورية؟.. مع التذكير على انه إن غابت المسؤولية عند الجميع، فهذا بالتأكيد سيوصل الأمر إلى حد الفوضى..؟

ما نريد ان نقوله: لسنا ضد الدراجات النارية، ولكن نعول على جهات شرطة السير تنظيم ووضع قوانين تلزم احترام حقوق الآخرين وتؤمن الحماية للسائقين، وتحد من فوضى تواجد ها اللافت والضار بالحركة المرورية مستقبلا..!