المعارضة السورية والتحرك في هذا التوقيت

نسيم عنيزات

مجموعة من التساؤلات ومثلها من الاستفسارات وما يتبعها من علامات استفهام واشارات تعجب تدور حول سر ودوافع المعارضة السورية للقيام بهجومها القوي والسريع في هذا التوقيت تحديدا على مدينة حلب بعد شبه هدنة او هدوء منذ سنوات. 

فما يجري في سوريا ومنطقة حلب وما حولها التي تعتبر منطقة نفوذ روسية تركية إضافة إلى قوات النظام السوري امر مستغرب في ظل التفاهمات وما تشهده الساحة من حالة تقارب سورية تركية.

فقد قامت لمعارضة بتحرك سريع ومباغت على منطقة حلب مستغلة الظروف التي تمر فيها المنطقة وحالة النظام السوري وما تشهده الساحة الروسية من حرب مع اوكرانيا المدعومة من الامريكان والغرب. 

ومع ان كل هذه الأمور تعتبر أسبابا  ودوافع لتحرك المعارضة التي بررت هجومها ردا على ما قامت به قوات النظام من مهاجمتها وضرب مناطق نفذوها الا ان التوقيت وكذلك نتائج الهجوم تحتاج التى توقف وتفسير. 

خاصة وأنها تمت أثناء انشغال العالم بوقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني وما تضمنته وثيقة الاتفاق من بنود بلغ عددها 13 الا انه على ما يبدو ان هناك تفاهمات ووعودا أمريكية من الإدارة المنتهية إدارتها لدولة الاحتلال تتعلق باضعاف ايران وتقليص نفوذها في سوريا للحد ومنع وصول الاسلحة لحزب الله .

خاصة وان الديمقراطيين يرغبون بالخروح بماء الوجه وتسجيل انجاز ولو وهمي بعد الصفعات التي وجهها لها نتن ياهو ولو بوقف إطلاق نار واتفاق هش على الساحة اللبنانية. 

 ومع ادراكنا للحقيقة لما يدور في منطقتنا التي تتعرض لحرب أمريكية بأيد إسرائيلية لإعادة ترتيبها وبسط نفوذها وتحقيق مصالحها اي _الولايات المتحدة الأمريكية_ فان اللعب أصبح على المكشوف وأكثر وضوحا لاضعاف ايران وتقليص نفوذها في المنطقة وكذلك إضعاف المقاومة ومحاولة التخلص منها بأي ثمن .

 فإن ما يحدث في سوريا مؤخرا لا يخرج عن هذا الفلك ويصب بنفس الدائرة ولكن بنوايا مختلفة فكل جهة تبحث عن تحالفات مقابل تحقيق مصالحها والوصول إلى اهدافها. 

فإن إعادة ترتيب المنطقة ماضية بأيد أمريكية ولكن بأدوات مختلفة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بعد ان تقاسمت الأدوار مع دولة الاحتلال.