اليوم العالمي للتعاطف مع القضية الفلسطينية: لحظة تاريخية

د.  سناء عبابنه 

في 29 نوفمبر من كل عام، يلتف العالم حول لحظة إنسانية فارقة، تخصص للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله المستمر من أجل الحرية والكرامة. إنه "اليوم العالمي للتعاطف مع القضية الفلسطينية"، يوم يسلّط الضوء على المعاناة التي لم تزل قائمة منذ عقود، حيث يعاني الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال والجدران والحصار، في واقع مرير يكشف عن أبعاد الظلم التاريخي الذي تعرض له.

فلسطين ليست مجرد رقعة جغرافية؛ بل هي رمز عميق للكرامة والصمود والتحدي. هي قصة شعب ما زال يقاوم منذ أكثر من سبعين عاماً في مواجهة القتل والتهجير والدمار، لم يَثنه عن مقاومته قسوة الظروف. لكنها، في ذات الوقت، ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية إنسانية كبرى، تخص كل من يؤمن بالعدالة والحرية. النضال الفلسطيني هو نضال من أجل عالم أفضل، عالم خالٍ من الظلم والتفرقة، عالم يسوده السلام والعدالة.

في هذا اليوم، الذي يعيدنا إلى قلب المأساة الفلسطينية، تتجدد الدعوات إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي لم يتخلَ عن حلمه في الحرية. ليس هذا اليوم مجرد مناسبة للتعبير عن المواقف، بل هو نداء قوي إلى العالم أجمع ليصطف ضد كل أشكال القهر، ويضع حداً للصمت المخزي أمام المعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون.

اليوم، لنذكر أن غزة المحاصرة، والقدس المحتلة، والخليل ونابلس وكل شبر من أرض فلسطين، ليست مجرد مواقع جغرافية، بل هي نقاط انطلاق لرؤية أوسع: رؤية التغيير الذي يمكن أن يعم العالم إذا ما تحققت العدالة لفلسطين. دعونا نتخيل فلسطين كما يراها أطفالها: أرضاً حرة، سماءً بلا طائرات حربية، وعقولاً تتوق للأمل.

في هذا اليوم، يجب أن نكون صوت الفلسطينيين في كل مكان، وأن نحمل شعلة التضامن معهم في كل خطوة نخطوها، حتى يتحقق اليوم الذي يرى فيه الشعب الفلسطيني حلمه يتحقق، وتحتفل الأجيال المقبلة بالحرية التي يستحقونها.

وفي هذا السياق، لا يمكن تجاهل الدور الهام الذي تقوم به المملكة الأردنية الهاشمية في دعم القضية الفلسطينية. فقد ظل الأردن، ولا يزال، حاملاً لقضية فلسطين في المحافل الدولية، مقدماً دعماً سياسياً ودبلوماسياً ثابتاً، خصوصاً في ظل الظروف القاسية التي يعاني منها قطاع غزة. فالمملكة الأردنية كانت ولا تزال تدعو بوضوح لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، وتؤكد على ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مستنداً إلى قرارات الشرعية الدولية.

كما يستمر الأردن في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالي غزة، من خلال إرسال مساعدات غذائية وطبية، وتوفير الدعم المالي للمستشفيات الفلسطينية. ولا تقتصر مساعي المملكة على غزة فقط، بل تشمل أيضاً دعم مراكز اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية عبر الحدود. وللأردن دور ريادي في الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، حيث يتواصل تنسيق الجهود مع الدول العربية والدولية لضمان حماية حقوق الشعب الفلسطيني، وحقه في تقرير مصيره.