"إسلاميو القبة" يشدون الرحال نحو القانونية والمالية وفلسطين .. ويقتحمون الحريات

فرح سمحان 


أكثر ما يثير الجدل في مجلس النواب وبأزقة الصالونات الواسعة هو أن تأتي سيرة حزب جبهة العمل الإسلامي سواء بالخير أو غيره، وقبيل إجراء انتخابات اللجان الدائمة والبالغ عددها 20 لجنة، كان جليًا أن لب الجدل هو معرفة اللجان التي سيكون الإخوان أعضاءً فيها، الأمر الذي لن يكون مرضيًا لبعض النواب لكن لا بأس طالما أن وجود 31 نائبًا إسلاميًا تحت القبة ؛ يعني أن هنالك 31 فرصة للتواجد وفرض الرأي ولو كان عنوة. 

أمس تم التوافق تحت وصف "سابقة هي الأولى" في تاريخ المجلس على اختيار أعضاء اللجان النيابية الدائمة، واللافت أنها تمت بهدوء مريب سبقه توافق لكن من نوع آخر ، ويشبه بتفاصيله ما يتم داخل الصندوق الأسود الذي يخرج منه للعلن ما يريده البعض فقط ، هكذا يمكن وصف حال انتخابات اللجان في المجلس العشرين الذي يحمل نكهة الأحزاب القطبية ما بين السالب والموجب ، وكل الظواهر الطبيعية من مد وجزر وكسوف وخسوف وغيرها، والمعروف أن تصريحات رئيس المجلس أحمد الصفدي في هذه المناسبات دبلوماسية وفي بعض الأوقات تكون دبلوماسية "زيادة" ، أيعقل أن تفسر التوافقية على أنها هاجس للعمل والإنجاز، ومن لا يريد التوافق هل كان سيعتبر أنه يعمل ضد المصلحة العامة، على العموم هذا موضوع آخر. 


المهم الالتفات للجان التي دائمًا ما تتجه عليها الأعين ، وهي القانونية والمالية والحريات العامة وفلسطين، وبالنظر إلى التقسيمة نجد أن ناصر النواصرة والمحامي مالك الطهراوي من الإخوان هم أعضاء في القانونية، فيما حاز النواصرة على العضوية في لجنة أخرى مهمة وهي المالية مع النائب الاقتصادي الصعب موسى الوحش، والنواصرة عمومًا شخصية جدلية بما يتعلق بالمصلحة العامة ، لكن السؤال لماذا لم يكن النواصرة عضوًا في لجنة التربية النيابية مثلا، وهذا ما قد يفسره البعض على أنه رغبة في عدم إظهار النوايا المكبوتة، وربطها في ملف نقابة المعلمين وغيرها من الأجندة التعليمية المهمة. 

النائب أحمد القطاونة وبحسب نتائج الانتخابات فهو عضو في لجنة الحريات ، والقطاونة هو النائب الذي دار بينه وبين الرئيس الصفدي مشادة كلامية تحت عنوان "القلوب المليانة" في افتتاح الدورة العادية الأولى ، وبالتالي لجنة كالحريات فيها نائب كالقطاونة ، تعني أن كل ما يتعلق بها من جلسات ستكون على صفيح ساخن، وليس متوقعًا ما إذا كان القطاونة سيكتفي بالتصريحات أم أن له آراء أخرى. 

لجنة فلسطين ضمت بين الأسماء النائب الإخواني الشاب والناطق اللاذع باسم الجبهة ينال فريحات، ومن المعروف عن فريحات أنه إذا تحدث لفت الأنظار له سواء أكان الحديث يرضي بعضهم أم لا ، وهو يعرف أيضًا كيف يكون متزنًا في الطرح ، وعلى أي حال من الأحوال وجود أعضاء من الإخوان في لجنة كفلسطين تحتاج لإعادتها للمشهد من جديد ؛ أمر مهم في وقت تراجع الأداء العام منذ أن كانت في عهدة الراحل يحيى السعود - رحمه الله- . 

أما تقسيمة النواب "السيدات" في حزب جبهة العمل الإسلامي بانتخابات اللجان تمت بوجود كل من النائبتين ديمة طهبوب وراكين أبو هنية في لجنة الشؤون الخارجية ، وحياة المسيمي في لجنتين، "الصحة والغذاء والمرأة وشؤون الأسرة"، والنائبة الشابة نور أبو غوش في لجنتين " التوجيه الوطني والإعلام والرياضة والشباب" . 

ويبقى الأهم أن يثبت المجلس العشرين بالنسبة لمحللين برلمانيين ، صدق نوايا التوافق والاتفاق، وإلا تكون انتخابات اللجان الدائمة التي جرت أمس مجرد شكليات و"تلبيس طواقي" لإظهار المجلس على أنه أقرب إلى المدينة الوردية، وهذا سيتضح أكثر عند انتخاب رؤساء اللجان وكذلك المقررين، وما إذا سيقود  نواب جبهة العمل الإسلامي رئاسة اللجان المفصلية التي دائما ما تكون في قبضة نواب "الترحيب والموالاة" .