كيف أصبحت سامية الجزائري أيقونة كوميدية في الذاكرة السورية والعربية؟

في الخامس والعشرين من نوفمبر، تحتفل الأوساط الفنية والجمهور العربي بعيد ميلاد الفنانة السورية القديرة سامية الجزائري، التي أكملت عامها الثامن والسبعين.

تعد سامية إحدى أيقونات الكوميديا السورية، حيث أبدعت في تجسيد شخصيات حفرت مكانتها في قلوب المشاهدين على مدار عقود طويلة.

في هذا التقرير، نستعرض أبرز محطات حياتها ومسيرتها الفنية التي جعلت منها رائدة في عالم التمثيل.

بدايات متواضعة من دمشق القديمة إلى أضواء الفن
وُلدت سامية الجزائري عام 1946 في أحد أحياء دمشق القديمة، وسط عائلة بسيطة، وهي الشقيقة الكبرى للفنانة صباح الجزائري. لم تختر سامية الزواج الأمومة، لكنها عوّضت هذا الجانب من حياتها بتميزها في أدوار الأم الدافئة والمؤثرة على الشاشة.

كانت بدايتها الفنية محض صدفة، عندما لفتت انتباه المخرجة السورية قسمت طوزان، التي رشّحتها لدور صغير في تمثيلية اجتماعية قصيرة بعنوان "أبو البنات" عام 1963، لتبدأ بذلك مسيرة مكللة بالنجاح امتدت لأكثر من ستة عقود.

صعود نجمها.. سيدة الكوميديا السورية بامتياز
على مدار التسعينيات، أصبحت سامية الجزائري أحد أبرز وجوه الكوميديا السورية، لتنال لقب "سيدة الكوميديا" بجدارة. تألقت في تقديم أدوار كوميدية ودرامية متنوعة، استطاعت من خلالها الانتقال بسلاسة بين الضحك والدموع، مما أكسبها قاعدة جماهيرية واسعة واحترام النقاد على حد سواء.

أدوار خالدة تروي حكاية إبداعها

قدّمت سامية الجزائري مجموعة من الأدوار التي لا تُنسى، أبرزها شخصية "أم وكيل" في مسلسل "شتاء ساخن"، حيث أظهرت براعتها التمثيلية العميقة. كما تألقت في أعمال كوميدية شهيرة مثل مسلسل "جميل وهناء" بشخصية "أم محمود"، وسلسلة "عيلة النجوم" التي عكست مهارتها في الكوميديا الاجتماعية.

إنجازات وتكريمات لا تُحصى

خلال مسيرتها الطويلة، نالت سامية الجزائري العديد من الجوائز والتكريمات، أبرزها: جائزة أفضل ممثلة صاعدة عن عمل إذاعي من إذاعة دمشق، تكريم من مهرجان القاهرة السينمائي عن دورها في فيلم "كفرون"، جائزة أفضل ممثلة عربية عن أدوارها في مسلسلي "عيلة 6 نجوم" و"عيلة 7 نجوم"، تكريم عن مسيرتها الفنية من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سوريا.

إرث خالد وبصمة لا تُنسى

ساهمت سامية الجزائري في بناء دراما سورية راقية ومتنوعة، سواء من خلال أعمال الأبيض والأسود مثل مسلسل "صح النوم"، أو في عصر التلوين بمسلسلات مثل "وين الغلط". بفضل موهبتها الفذة وثقافتها الفنية العالية، أصبحت من أعمدة الفن السوري وأيقونة تُذكّر الأجيال بجمال الإبداع.

سامية الجزائري ليست مجرد ممثلة؛ بل هي أسطورة حية، استطاعت بأدوارها أن تجمع بين الكوميديا العفوية والدراما الإنسانية، لتبقى ذكراها نابضة بالحياة في قلوب جمهورها.


 
 
 
 
عرض هذا المنشور على Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Samia Jazairi‎‏ (@‏‎samiajazairi‎‏)‎‏