عندما يواجه التضليل الإعلامي مقاومة الشعوب

لما جمال العبسه

لاشك ان وسائل الإعلام كافة من تلفزيون وصحف ورقية ووسائل تواصل اجتماعي واذاعة وغيرها في معظم دول العالم حتى تلك الموالية للعدوان الصهيوامريكي على قطاع غزة ولبنان، لعبت دورا بارزا في تعرية الحقيقة التي نجحت في مواراتها آلة الإعلام الغربية تحت مظلة الفكر الصهيوني المتشكل على أساس معاداة السامية وكره الشعب اليهودي المظلوم، والذي اتخذ من هذه الذريعة صلاحيات وحق الاحتلال والابادة وحقوقا اخرى ما انزل الله بها من سلطان.

منذ اليوم الأول للعدوان الصهيو امريكي على قطاع غزة والمقتلة الشرسة الدائرة هناك في حق الغزيين قبل 14 شهرا ذابت ادعاءات المظلومية الصهيونية كما يذوب الملح في الماء وانجلت الحقيقة بشكل سريع أمام أنظار العالم لتعود القضية الفلسطينية ليس على واجهة المنطقة فحسب بل على الواجهة العالمية التي استشعرت شعوب العالم مدى العدوان والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبع عقود، وانكشف الوجه الحقيقي الشيطاني للصهاينة وداعميهم من دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان وكأنهم مصاصو دماء وهذا قوتهم اليومي.

الجميع وقف خلف الشعوب التي لا تريد البقاء تحت نير الاحتلال يوما واحدا وتريد التحرر وان لم تستمتع به حاليا فهناك أجيال قادمة حقها ان ترى الشمس تطلع على أرضها بحرية، وجاءت المناصرات من هنا وهناك، والتأكيد على ان عملية السابع من اكتوبر المجيدة التي ارادها الفلسطيني لفك قيد العبودية المفروضة عليه من دولة الكيان الصهيوني الطامعة في كل ذرة تراب في فلسطين؛ هي نقطة انطلاق للتحرير الكامل خاصة وان الجميع لديه الاعتقاد الكامل واليقين المترسخ بأن هذه الدولة لا تقبل القسمة على اثنين وانها لابد عائدة الى اهلها بصمودهم ونضالهم.

فشل الذباب الالكتروني الذي لم ينجح في تغيير قناعات الناس التي رسخها العدوان الغاشم على القطاع شرق العالم وغربه وتبني الكثير من الدول خاصة الغربية التي كانت مغيبة تماما عن الواقع الاليم الذي يعيشه الفلسطيني سواء على مستوى حكومات او شعوب، وليس هذا فحسب بل تستهجن مطامع حكومة اليمين المتطرفة التي تقود دولة الكيان المزعوم في التوسع على حساب الدول المجاورة لفلسطين التاريخية بأساليب مختلفة منها السيطرة على الارض، واخرى تعتمد تهجير فلسطينيي القطاع والضفة الى دول اخرى، واوهام من هنا وهناك تفترض اعمال قوة التهم العسكرية الغاشمة.

ورغم هذا الفشل سواء على مواقع التواصل الاجتماعي او من خلال برامج تلفزيونية او مقالات رأي مناهضة للحق الفلسطيني، الا ان هناك مجموعة ممن جعلوا آراءهم وافكارهم مستباحة لمن يناقض الحق الفلسطيني واللبناني على حد سواء، بل ويتحدث بالنيابة عنهم ويدافع عن حقهم بالحياة ولو تحت نير الاحتلال، هؤلاء القلة البائدة تستخدم اعوجاج الفكر المنقول عبر كلمات مسمومة تخرج من افواه نجسة في خطوة ترى هي ومن يدعمها بالمال انها الطريق الامثل لتغيير مفهوم الشعوب التي تتبنى فكر التحرر من الاستعمار والاحتلال.

بل واكثر من ذلك يجادلون عن الصهاينة بغطاء من كلمات الدعم لصمود الشعب الفلسطيني غير الراغب الا في حياة ما قبل السابع من اكتوبر على أساس انهم كانوا يعيشون حالة من الاستقرار والرخاء والأمان، وتناسى هؤلاء ان الشعب الفلسطيني في كامل فلسطين التاريخية يعاني الامرين، اما على شكل حصار خانق كما في القطاع، او سرقة اراض كما في الضفة، او معاملة قهر واستعباد ومواطن من الدرجة العاشرة كما في فلسطين الداخل.

أبشر هؤلاء بان كل محاولاتهم عندما توضع في ميزان العقل يتم اعتبارها بقايا ضارة ومكانها سلة القمامة، وان التكالب اللفظي على ما يقوم به الفلسطيني يوميا من مقارعة الاحتلال بكافة الاشكال، وما يواجهه اللبناني من اعتداءات وقتل لا تقل شراسة عن ما واجهه الغزي، لا مكان لها في ضمير كل من يقدر ويتنفس الحرية التي يبذل لاجلها كل ما يملكه حتى حياته.

كفانا من هؤلاء الذين يفقدون الاحساس بالكرامة وحتى بالانسانية تلك المحاولات الفاشلة فعليهم ان يخجلوا من انفسهم، وعليهم ان يروا انهم لم ولن يكونوا يوما قدوة او مغيرا لاساسيات خلق الله الدنيا عليها.