ملوك بني هاشم أمناء الأمة

محمد يونس العبادي

متماسك وذو رؤية شاملة.. وعناوين تؤكد على أن تبدل المراحل لا يزيد هذا البلد الهاشمي إلا ثقة بنفسه، هذا ما قدمه خطاب العرش السامي أمام مجلس الأمة.

في خطابٍ يرسم خطة عمل الدولة للفترة المقبلة، جاء التأكيد الملكي على أن الأردن دولة راسخة الهوية، لا تغامر في مستقبلها وتحافظ على إرثها الهاشمي وانتمائها العربي والإنساني، وأن مستقبل الأردن لن يكون خاضعا لسياسات لا تلبي مصالحه أو تخرج عن مبادئه.

هذا التأكيد الملكي جاء في توقيتٍ حساس يعيش فيه العالم، ومنطقتنا بالطبع مرحلةً ما بين إدارتين أميركية راحلة مع بايدن، وأخرى قادمة مع ترامب، وللرجلين إرثهما في المنطقة، وهو إرث غير مرضٍ.. ما يشي بأن القادم صعب.

وفي هذا التوقيت.. جددت الدولة الأردنية على لسان قائدها التأكيد على رؤيتها، بأن «السلام العادل والمشرف هو السبيل لرفع الظلم التاريخي عن الأشقاء الفلسطينيين»، فالرسائل خارجية وداخلية تطمئن الأردنيين على إدارك الأردن لدقة المرحلة الحالية، ومضيه بثقة نحو التزاماته.

وفي حديثه أكد الملك عبدالله الثاني على الإرث الهاشمي، وأدوار الأردن في الضفة وغزة، والوصاية الهاشمية.. وهو إرث فيه الكثير من التعابير المؤكدة على أن ملوك بني هاشم لطالما حملوا ذات الرؤية التي تنشد لفلسطين العدالة في قضيتها، وأن طريق اليوم الصعبة لم تكن أصعب من سابقاتها، ولكن صلابة الموقف الأردني، وتمسكه بالمبدأ هو صخرة صلبة... منذ عهد الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين.

واليوم، ونحن نقرأ في خطاب العرش.. فلنا عبرة من مواقف مضت، أكد خلالها ملوك بني هاشم على مبدأية فلسطين وقضيتها، والبذل لأجلها، وبينه ما يقوله الملك المؤسس في 21 نيسان 1948م، «أن ما يدعيه البعض من أنني على استعداد للتفاهم مع اليهود وإعطائهم دولة صغيرة في منطقة تل أبيب فما هو إلا دعاية صهيونية»، ومناسبة استذكار هذا الحديث هو شبه ظروف اليوم بالبارحة.

إذ يواصل الملك المؤسس قوله: «فلسطين بلد عربي تقدسه الديانات الثلاث السماوية، وما هو واقع فيه الآن يحزن كل من يشعر بالشعور الإنساني، والعرب فيما يخصهم هم الأمناء على البلد الكريم، وقد زالت الدول والأمم والعرب باقون فيها، أما النزاع الحاضر فهو يرمي إلى استبدال قوم بقوم، وما من أحد يرضى الخروج بقوميته من وطنه».

كما ينوه الملك المؤسس في حديثه إلى أنه «على منظمة الأمم أن تنصح الصهيونيين بألا يفكروا ساعة من الزمن في الدنو إليها، ففي ذلك حز الحلاقيم، والقدس قدس، والشعور الديني القومي يحفز إلى حفظ القدسية بأعلى وأبهظ الأثمان».

وما بين زمان عبدالله الأول وزمان مليكنا المفدى عبدالله الثاني أطال الله بعمره.. مبدأ ثابت وإرث موصول يؤكد أن ملوك بني هاشم هم الأمناء على فلسطين، وعلى بلدنا الكريم، مهما اشتدت الظروف.