لماذا جدد الملك ثقته بالفايز؟ مرحلة رجالات الدولة حاضرة عند "حزها ولزها"
خاص
مرحلة مهمة وحساسة تمر فيها المملكة شأنها شأن الكثير من دول المنطقة، لكن أهم ما يميز الأردن كدولة هو رجالاتها والمسؤولين الذي يقدرون ويفهمون زاوية وكيفية قراءة المشهد بطريقة دبلوماسية وافية ، هنا يتم الاستشهاد برئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز الذي عاصر كل ما مرت به الدولة الأردنية من أزمات تحولت بفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك إلى إنجازات، وكان مسؤولا أحدث في مواقعه المختلفة التي تسلمها ما يحقق رؤية الدولة والحداثة التي نعيشها اليوم على الرغم من وجود بعض التحديات، الفايز من المسؤولين الذين تركوا علامة في أرشيف الدولة الأردنية، وهو دائمًا المدافع الشرس عن الأردن والقيادة الهاشمية، في كل مرة كانت تبث السموم من هنا وهناك كان يقف الفايز بالمرصاد، وجملته الشهيرة "عند حزها ولزها" وفرت على الكثير عناء التحليل والتفكير ولو للحظة أن الأردن دولة قد تهز أو تتأثر بشيء.
تفاصيل ومواقف كثيرة تفسر سبب تجديد ثقة جلالة الملك المتواصلة بفيصل الفايز ليترأس مجلس الأعيان، وبعيدًا عن هذا الموقع ، فهو يخرج دائما بتصريحات لافتة ومفصلية تعبر عن كل ما يجول في ذهن الأردنيين؛ وبحكم شخصيته كمسؤول يدرك أهمية وحساسية موقعه ومكانته الكبيرة، وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، فإنه على الدوام يعمل على إظهار صورة الأردن الصلب القوي المتماسك، الذي يقف فيه الجميع ومن كل الأصول والمنابت للدفاع عنه، والتصدي بشراسة لا خطوط حمراء فيها، إذا ما وصل الأمر للرموز التي لا سماح للمساس بها.
الفايز هو رجل الدولة الذي صان الأمانة والعهد وكان الوفي البار، ولم يقصر يومًا في عمله أو يبتعد عن المشهد كما قرر بعض المسؤولين بعد ترك مواقعهم، هو يتعامل مع حب الوطن على أنه واجب كما حب أهل البيت والمقربين ، لا بل وأكثر من ذلك، ما سلف ذكره يكفي ليفهم البعض سبب اختيار الفايز في كل مرة ليكون حاضرًا في المشهد لا بل في مقدمة الحاضرين، فهو على القائمة الذهبية في اختيارات الملك لمن يتسلمون المواقع التي يجب أن يتولاها من هم على قدر المسؤولية، الفايز لم يجامل يومًا على حساب الوطن، وكان لجرأته تجاه الأردن ما يكفي ليكون معبرًا عن لسان حال كل الأردنيين وبمختلف القضايا.
مجلس الملك في صالونات السياسة هو بيت اللوردات الذين عاصروا الدولة الأردنية في مراحل مختلفة، هذا البيت صاحبه جلالة الملك وهو يعين من فيه ، لذلك كان اختيار الفايز ليكون رئيسًا ترجمة لطبيعة المرحلة التي تحتاج رجالات دولة عندهم من الخبرة والحنكة ما يكفي ليكون القرار في مكانه دائمًا، وبمرحلة الفايز تمكن الأعيان من تحقيق حالة جديدة من الشكل الذي يجب أن يكون عليه ، على مستوى التصريحات والمواقف وغيرها من الأمور التي أثبتت أن اختيار الرجل الصحيح هو إتمام لنصف المهمة.