إتمام كتيبة إعدام «الأونروا»

لما جمال العبسه

منذ ان نشأت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في سنة 1948 وهي السنة التي وقعت فيها نكبة فلسطين وعلى اثرها أسس الكيان الصهيوني دولته على اراضي الـ 48، وكان من اهم اسباب تأسيسها توفير التعليم والصحة والإسناد المختلف للاجئين الفلسطينيين حتى عودتهم الى ديارهم، اي انها تشكل دليلا قاطعا على حق العودة، وهذا الامر يُعد هاجسا يؤرق الصهاينة الذين يريدون نفي هذا الحق تماما، بالرغم من اتفاقات السلام التي شهدها القرن الماضي والتي جاء ضمن بنودها «حق العودة».

بقي هذا الامر مسكوت عنه بشكل او بآخر، الا انه في العام 20016 عند الولاية الاولى للرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب، اخذ موضوع ضرورة انهاء الوكالة اهمية كبيرة لدى هذه الادراة، وكان اهم قراراتها هي الغاء الدعم الامريكي لها، وكان كبير مستشاري الرئيس الامريكي في حينه جاريد كوشنر في رسالة موجه الى المعنيين هناك «من المهم أن يكون هناك جهد صادق ومخلص لتعطيل الأونروا، فهذه الوكالة تديم الوضع الراهن، وهي فاسدة، وغير فعالة ولا تساعد على السلام».

لكن مع انتهاء الولاية الاولى لترامب، تراجعت الادارة الامريكية الحالية بقيادة جو بايدن عن قرار وقف دعم الانوروا، ليبقى ملفها قائما وفي مقدمة اجندة رئيس حكومة دولة الكيان الصهيوني الفاشي بنيامين نتنياهو الذي وخلال اكثر من 400 يوم من عدوانه الدموي على قطاع غزة لم يتوان عن السعي التخلص من هذه الوكالة الى ان وصل حد إغلاق مكاتبها في القطاع وفي الضفة الغربية، بعد ان ادعى ان موظفي الوكالة من اعضاء حركة حماس، وهذه المزاعم نالت مساندة قوية من قبل 9 دول غربية تقدم التمويل للوكالة وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية وبذلك فقدت «الأونروا نحو ثلثي موازنتها، فيما تدرس دول مانحة ايقاف دعمها للوكالة، ومع هذا الاجراء يعتقد نتنياهو ان هذا الامر الخطوة الواثقة للوصول الى هدف اعدام حق العودة.

الان كتيبة اعدام الانوروا قد اكتلمت مع تشكيلة الادارة الامريكية الجديدة بقيادة ترامب الرئيس المنتخب، والذي يرى الحق لدولة الكيان بالتوسع حتى لو على حساب دول مجاورة او في اراضي الضفة الغربية، خاصة وانه لا يرى ان هناك شعبا فلسطينيا بالاساس، فكيف يكون لهم دولة على هذه البقعة من الكرة الارضية.

والهدف الاخر من امنيات الكيان الصهيوني، والذي بدأ بهدم البنية التحتية للقطاع التعليمي وعلى رأسه مدارس الأونروا هو اشاعة الجهل بين سكان قطاع غزة عموما واللاجئين في الدول الاخرى ليشكلوا بذلك عبئا على الدول المضيفة لهم.

اما فيما بتعلق بجانب الصحة، فكان تعطيل عمل الوكالة في هذا الجانب، وبالتالي اشاعة الامراض والاوبئة التي من شأنها ان تنهي حياة الكثير من الفلسطينيين في القطاع خاصة، ومن لم يمت بالاوبئة يُصاب بامراض مستعصية نتيجة لقلة اللقاحات، اي انتاج اجيال غير قادرة على اعالة نفسها.

اما الامر الاخر، فيتعلق بالافقار المتعمد للاجئ من خلال تعطيل عمل الوكالة التي توفر فرص عمل لهم، وبالتالي الهائهم عن المطالبة بحقهم وابقائهم تحت نير الفقر والعوز، اي تحطيم لاجيال قادمة لن تطالب بحق العودة.

الادارة الامريكية الجديدة ستتجاهل كما تجاهلت سابقا وتجاهلت الادارة الحالية مناداة مبعوث الوكالة والامم المتحدة والكثير من الدول على رأسها الاردن التحذير من مغبة الاستغناء عن الوكالة، وان هذا الامر له ابعاد سياسية واخلاقية واجتماعية اكبر بكثير من اطماع الصهاينة، وان اي تأييد لهم سيد

دخل المنطقة برمتها في نفق مظلم، لا احد يعلم منتهاه.