اختيارات ترامب للوزراء الجدد تثير عاصفة عالمية

تسارعت وتيرة تعيينات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الأربعاء، ليظهر بشكل واضح أن تعهده بتشكيل إدارة رئاسية قائمة على الانتقام بدأ يخرج إلى العلن.

وكتبت كاتي روجرز في صحيفة "تلغراف" البريطانية، أنه ربما كان أفضل تلخيص لهذه الخطط هو النائب مات غايتز، الذي كتب عن حماسه للقضاء الشامل على وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية قبل ساعات فقط من إعلان ترامب، أنه اختاره لقيادة وزارة العدل.

وكتب غايتز على وسائل التواصل الاجتماعي الأربعاء: "يجب أن يكون لدينا صحافة شاملة ضد هذه الحكومة المسلحة التي انقلبت ضد شعبنا.. وإذا كان ذلك يعني إلغاء كل وكالة من وكالات إنفاذ القانون... فأنا مستعد لذلك".

ولم يكن في وسع ترامب نفسه، أن يقول ذلك بشكل أفضل، وهذا هو جوهر الموضوع.

عسكري مخضرم
وتشمل الاختيارات المفاجئة الأخرى للرئيس المنتخب، بيت هيغسيث، وهو عسكري مخضرم معروف بدفاعه عن ترامب على قناة فوكس نيوز، ليكون وزير دفاعه، وتولسي غابارد، العضو الديمقراطي السابق في الكونغرس، لتكون مديرة للاستخبارات الوطنية.

ويعد هذا الاستعراض للموالين، أول عرض للقوة من قبل ترامب أمام الجمهوريين في مجلس الشيوخ، الذين سيتعرضون لضغوط هائلة إما لتأكيد مرشحه أو تجنب هذه العملية تماماً.

وأصر ترامب على أن يسمح زعيم الغالبية المقبل في مجلس الشيوخ المنتخب حديثاً جون ثون، بتعيينات خلال عطلة المجلس، وهو ما من شأنه أن يمنحه القدرة على تعيين أعضاء مجلس الوزراء من جانب واحد.

وقال ثون للصحافيين الأربعاء، إن مجلس الشيوخ "سيستكشف جميع الخيارات"، للتأكد من أن الأشخاص الذين عينهم ترامب "يتحركون بسرعة".

ولفت فالدمان إلى إن الرئيس المنتخب، قد "أثار أول أزمة دستورية" بعد 8 أيام فقط من فوزه بالانتخابات.

وأضاف أنه "سيختار أشخاصاً محافظين، من الجمهوريي، لكن يبدو أن هذه الاختيارات تهدف إلى استفزاز مجلس الشيوخ".

لا يبدو أن كل اختيارات ترامب مصممة لإرباك الحكومة كالمعتاد، إن اختيار السناتور ماركو روبيو من فلوريدا، يرفع من شأن أحد صقور السياسة الخارجية الراسخين الذين اتخذوا نهجاً متشدداً بإزاء الصين.

ويشير انتخاب ثون إلى أن الجمهوريين على استعداد لمقاومة الضغوط - من خلال اقتراع أعمى، على الأقل - لتنصيب الموالين لترامب مثل السناتور ريك سكوت من فلوريدا، وهو مؤيد منذ فترة طويلة لترامب.
وفي أوساط المشرعين في الكابيتول هيل، أثارت ردود الفعل على التعيينات – وخصوصاً غايتز – مزيجاً من المفاجأة وعدم التصديق.

ومن خلال اختيار غايتز ومجموعة من الموالين الآخرين، يحاول ترامب التأكد من قدرته على ترك مقاليد الحكومة الفيديرالية للأشخاص الذين يستجيبون له في النهاية.

وفي هذه المجموعة، لا يوجد جيف سيشنز، الذي أُجبر على الاستقالة من منصب المدعي العام خلال فترة ولاية ترامب الأولى، لأنه نأى بنفسه عن التحقيق الروسي.

ولا يضم الفريق الجنرال جيم ماتيس، الذي اختار الاستقالة عوض الالتزام بتدمير ترامب المتعمد للتحالفات الدولية، ولا حتى جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، الذي انتهى به الأمر إلى الصدام مع ترامب حول إبرام ما اعتبره اتفاقات غير حكيمة مع أعداء أمريكا.

والأربعاء، قال بولتون على شبكة إن بي سي، إن اختيار غايتز كان "أسوأ ترشيح لمنصب وزاري في التاريخ الأمريكي".

وقال تيموثي أوبراين، كاتب سيرة ترامب منذ فترة طويلة، إن الاختيارات هي طريقته لضمان الولاء له فوق الكفاءة لهذا الدور.

وخلال خدمته في الكونغرس، قدم غايتز تشريعاً من شأنه أن يحد من العقوبات المفروضة على الأشخاص الذين شاركوا في هجمات 6 يناير 2021 على مبنى الكابيتول الأمريكي، واكتسب سمعة سيئة بسبب صراعاته مع أعضاء مجلس النواب الآخرين.

وقال النائب ماكس ميلر، الجمهوري عن ولاية أوهايو، للصحافيين الأربعاء إن مجلس النواب على الأقل سيكون مكاناً أكثر سلاماً من دون غايتز.