جيش الاحتلال يقصف الضاحية الجنوبية لبيروت وحزب الله يرد
شن جيش الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء، واحدة من أعنف الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تسيطر عليها جماعة حزب الله، كما قصف وسط البلاد حيث قضت على أكثر من 20 شخصا.
وارتفعت أعمدة الدخان فوق بيروت مع وقوع نحو 12 غارة على الضاحية الجنوبية منذ الضحى.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد نشر تحذيرات للمدنيين على منصات التواصل الاجتماعي إنه قصف أهدافا تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأضاف في وقت لاحق أنه دمر معظم مواقع إنتاج الصواريخ ومستودعات الأسلحة التابعة للجماعة اللبنانية.
وقالت إسرائيل إنها اتخذت خطوات للحد من إلحاق الضرر بالمدنيين واتهمت حزب الله مجددا بتعمد التغلغل في المناطق المدنية لاستخدام السكان دروعا بشرية، وهو ما تنفيه الجماعة اللبنانية.
وفي شمال إسرائيل، قالت الشرطة إن شخصين قُتلا في مدينة نهاريا بعد استهداف مبنى سكني بصاروخ. وأعلن حزب الله لاحقا مسؤوليته عن هجوم بطائرة مسيرة قال إنه كان يستهدف قاعدة عسكرية شرقي نهاريا.
وقال الجيش إن الإسرائيليين اضطروا إلى الاحتماء من هجمات الطائرات المسيرة في الشمال. وقال عمال إنقاذ إن إحدى المسيرات أصابت ساحة روضة أطفال في ضاحية بحيفا حيث نُقل الأطفال إلى ملجأ دون وقوع إصابات.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ثمانية أشخاص على الأقل في بلدة بعلشميه جنوب شرقي بيروت و12 في قرية جون بقضاء الشوف في جبل لبنان استشهدوا في الغارات الإسرائيلية.
وفي الجنوب، ذكرت الوزارة أن 5 أشخاص في بلدة تفاحتا وشخصين في النبطية استشهدوا في غارات إسرائيلية.
وأضافت أن شخصا آخر استشهد في غارة إسرائيلية على الهرمل بشمال شرق لبنان.
ونزح معظم السكان من الضاحية الجنوبية لبيروت منذ بدأت إسرائيل قصف المنطقة في أيلول. وأظهرت لقطات مصورة لإحدى الضربات،تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، صاروخين يضربان مبنى من نحو 10 طوابق، مما أدى إلى تدميره وتصاعد سحب الغبار من الركام.
وبدأ الصراع المستمر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ عام بالتزامن مع اشتعال الحرب في قطاع غزة ثم وسعت إسرائيل في أيلول عملياتها العسكرية في جنوب لبنان، حيث تقصف مناطق واسعة من لبنان بغارات جوية وتنفذ قواتها توغلات في الجنوب.
ووجهت إسرائيل ضربات موجعة لحزب الله، مما أدى إلى اغتيال العديد من كبار قادته، بمن فيهم الأمين العام للجماعة حسن نصر الله، وتدمير مساحات واسعة من الضاحية الجنوبية لبيروت. وطال الدمار قرى حدودية في الجنوب مع قصف مناطق أخرى في أنحاء لبنان.
وقال رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الذي تفقد الجنود في جنوب لبنان الثلاثاء، إن القوات الإسرائيلية "تعمل بقوة شديدة" في البلاد.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الهجمات الإسرائيلية منذ اندلاع الأعمال القتالية قبل عام أسفرت عن استشهاد 3287 شخصا على الأقل. وسقط أغلبيتهم في الأسابيع السبعة الماضية.
وبحسب أرقام إسرائيل، أدت هجمات حزب الله إلى مقتل قرابة 100 مدني وجندي في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة وجنوب لبنان على مدى العام الماضي.
وقال حزب الله في وقت متأخر من الثلاثاء، إن قواته قتلت أكثر من 100 جندي إسرائيلي منذ أول تشرين الأول.
وفي بيان لها، قالت جماعة حزب الله إنها منذ ذلك الحين أجبرت إسرائيل على الانسحاب من عدة بلدات في جنوب لبنان، دون تحديدها، وتوعدت بمزيد من الضربات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن حزب الله أطلق 55 قذيفة على إسرائيل الثلاثاء.
أهداف الحرب
تسعى الولايات المتحدة إلى التوسط في وقف إطلاق النار في لبنان، ولم تفقد إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن الأمل في التوصل إلى اتفاق في أشهرها الأخيرة.
وقال مبعوث البيت الأبيض آموس هوكستين للصحفيين إنه يعتقد أن هناك "فرصة" لهدنة في لبنان قريبا، حسبما ذكر موقع أكسيوس الثلاثاء، على النقيض من جهود التهدئة في غزة حيث علقت قطر دور الوساطة.
وفي وقت سابق الاثنين، أشار وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أيضا إلى إحراز "بعض التقدم" في محادثات وقف إطلاق النار في لبنان.
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي المعين حديثا يسرائيل كاتس قال الاثنين، إن وقف إطلاق النار في لبنان لن يحدث حتى تحقق إسرائيل أهدافها هناكبما في ذلك نزع سلاح حزب الله وإعادة الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم في الشمال.
واختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حاكم ولاية أركنسو السابق مايك هاكابي، وهو محافظ مؤيد بشدة لإسرائيل، ليكون سفيرا للولايات المتحدة لدى إسرائيل.
وفي إشارة محتملة إلى أن الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب سوف تقلل الضغوط على إسرائيل لكبح جماح حربها، عارض هاكابي الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة بينما أشاد ساعر بترشيحه.
ودعت الحكومة اللبنانية التي تضم حزب الله مرارا إلى وقف لإطلاق النار يستند إلى تنفيذ كامل لقرار الأمم المتحدة، الذي أنهى الحرب بين الجماعة وإسرائيل في عام 2006.
رويترز