العاطفة تطغى على آراء الجماهير.. والفاخوري مثال

أكدت ردود أفعال جماهير الوحدات في موقفين متلاصقين حول حارس المرمى عبدالله الفاخوري، أن العاطفة تتحكم في تكوين انطباعاتهم تجاه اللاعبين أو المدربين من مشهد لآخر خلال المباراة نفسها، أو من مباراة إلى أخرى، في مشهد يؤكد انفعالية الجمهور في أحكامه التي غالبا ما تحركها العاطفة بعيدا عن المنطق.

الجماهير التي ضجت بانتقاد الفاخوري، وربما حملته أكثر من طاقته النفسية والفنية وأخطاء في أهداف لا يتحملها بعد الخسارة أمام الحسين إربد، بنتيجة 1-3 محليا، هي الجماهير ذاتها التي هتفت وصفقت له طويلا، بعد تألقه وإنقاذ مرماه من هدف طاجيكي مستحق، ومنحت الفريق نقاط الفوز كاملة بنتيجة 1-0 والصدارة الآسيوية.

وغالبا ما تصدر الجماهير أحكامها على لاعب أو مدرب وفق العاطفة، بعيدا عن المنطق أو التحليل الفني المدروس، الأمر الذي عادة ما يرهق اللاعبين نفسيا.

ويقول المحاضر ومدرب الحراس السابق بالمنتخبات الوطنية وعدد من أندية المقدمة المحلية سمير رحال: "إن خطأ حارس المرمى يحتاج إلى دعم نفسي كبير، مما يعزز من  تحمله  المسؤولية، وحراس المرمى يشغلون مركزا من أهم مراكز اللعب في الفريق، وهذا المركز لا يشغله الا القادة الشجعان، مما يعني أنه تقع على حارس المرمى مسؤوليات كبيرة جدا".

وحول تقييمه لأداء الفاخوري في مباراتيه أمام الحسين إربد محليا، واستقلال دوشنبه آسيويا، أجاب: "أنا شاهدت الأهداف التي تعرض لها الفاخوري أمام الحسين إربد، وكثرة الحديث حولها تحمله المسؤولية في الهدفين الثاني والثالث، وهنا أقول إن الجماهير لا يعجبها أن يتحمل مرمى فريقها أي هدف، ولكنها تغفل عن أن الأخطاء يمكن أن تكون أخطاء فردية لحارس المرمى نفسه، واخرى مركبة مع زملائه المدافعين".

وبين: "وفي ركلة الجزاء التي اتهمت الجماهير الفاخوري بالتسبب بها أمام الحسين إربد، أنا أجد أن الخطأ مركب، ذلك أن عبدالله لا بديل له إلا الخروج، ولو لم يخرج لمنح الأفضلية للمهاجم الذي خدع المدافع والأخير هو الذي كان يجب أن يمنع المهاجم من التوغل للمنطقة المحرمة لفريقه، إلا أن ما عاب عبدالله التهور والاندفاع بدوافع حماية مرماه، لذا وقع الخطأ نتيجة الخطأ المشترك للمدافع وحارس المرمى".

وأضاف: "في تشتيت الكرة، أخطأ عبدالله بالتسرع أيضا، وأنا أعرف الفاخوري حارس مميز ولديه مؤهلات مميزة، لكنه تباطأ في اتخاذ قرار التشتيت الذي جاء عشوائيا، لكن علينا الا نغفل أنه عندما استلم "صيصا" الكرة تقدم من دون عوائق، ووجد الطريق سالكة من دون ممانعة دفاعية، وسدد الكرة داخل المرمى في خطأ أعتبره إلى حد كبير مشتركا أيضا، وإن يتحمل الفاخوري النسبة الكبرى بطريقة تشتيت الكرة".

وتابع: "الفاخوري قدم مباراة نقيضة أمام دوشنبه، وهذا يحسب للاعب ومدربه، وطريقة التعامل السريعة مع الهفوات والأخطاء التي تعتبر متعة كرة القدم، في ظل تحضير نفسي أعاد للاعب تركيزه وحضوره، وكأن المدرب واللاعب مزقا صفحة أخطاء مباراة الحسين إربد، بمنطقية كبيرة، اتضح فيها الاعتراف الضمني بالموهبة وقراءة الإمكانيات الفردية والايمان بالقدرات، من دون الانتقاص من قيمته الفنية ودعمه ومساندته خاصة بعد الوقوع بالخطأ، وتعزيز كل ذلك بثقة الجماهير، وهو ما اتضح في مباراة الفريق أمام دوشنبه الطاجيكي، وخرجت الجماهير تتغنى بالفاخوري.

وعن الدور الذي تلعبه العاطفة في تشكيل انطباع الجماهير تجاه المدربين أو اللاعبين، بين رحال: "بالتأكيد عاطفة الجماهير وتأثرها بالفوز أو الخسارة، هي التي تتحكم في تشكيل انطباعاتها، وانتقاداتها ومديحها تجاه المدربين واللاعبين، ولعل الجماهير التي نادت برحيل الكابتن جمال أبوعابد وجهازه الفني قبل موسم في الفيصلي، هي نفسها التي نادت به منقذا للفيصلي من جديد".

وفي السياق ذاته، أكد حارس المرمى ومدرب حراس المرمى السابق للوحدات باسم تيم، أنه تعجبه خامة وانطلاقة حارس المرمى الفاخوري.

وقال: "منذ سنوات عدة، وانا أقول إن الفاخوري مشروع حارس مرمى كبير، لامتلاكه الإمكانات، لكنه يحتاج الكثير من العمل، يتقدمه استخراج فاعليته، والحد من مزاجيته، وجعله دائما متقدا ومركزا بين الخشبات الثلاث".

وأضاف: "أعرف أن مدربه حاليا رشيد النجار لا يقصر في عمله، ولكن ملاحظاتي أن الفاخوري يجب أن يتنبه إلى خطوات تحركه، وإغلاق الزوايا، ووقوعه فريسة مزاجيته، في الوقت الذي يمتلك فيه مؤهلات أن يكون أحد أفضل حراس المرمى في الأردن، على صعيد النادي والمنتخب الوطني".

وعن تقييمه لأدائه وتحمله المسؤولية في أهداف الحسين إربد في مرماه، وتألقه أمام استقلال دوشنبه بالبطولة الآسيوية، رد تيم: "أجد أن الاندفاع كان حاضرا في خروجه من مرماه، وافتقاده للنسيق مع مدافعه، تسبب في ارتكاب خطأ ركلة الجزاء، وكذلك رعونته في تشتيت الكرة المعادة إليه، والذي لو كان حاضرا ذهنيا لأبعدها إلى خارج الملعب وليس التماس".

وأردف تيم قائلا: "لكن يحسب لعبدالله ومدربه رشيد النجار، العودة بحضور وتألق وعلى بعد أيام من الخسارة المحلية، ليحضر الفاخوري ذهنيا ونفسيا وفنيا أمام استقلال دوشنبه، ويساهم إلى حد كبير في فوز فريقه، ولا سيما، في إنقاذه مرماه من هدف التعديل في الدقائق الأخيرة من المباراة، لكن ما أزال أهمس في أذن مدربه بالاهتمام بالملاحظات المذكوره أعلاه، وتفعيل منطق التنافس بين حراس المرمى، ليقدم كل منهم أفضل ما عنده والبحث عن التواجد أساسيا في كل مباراة.

ويعترف تيم أن العاطفة هي التي تقف خلف أحكام الجمهور على أداء اللاعبين، بعيدا عن العوامل الأخرى، الأمر الذي يتسبب في إيذاء نفسي للاعب.