ما السرّ وراء حبنا لرائحة الأطفال حديثي الولادة؟

رائحة  مميزة تفوح من الأطفال ، وغالباً ما توصف بأنها عطرة ومنعشة، تستحث حب الكبار وعطفهم على تلك المخلوقات الصغيرة الوادعة، رغم أن السبب وراءها يعود إلى عدة عوامل طبية، كما تشرح اختصاصية الطب العام، الدكتورة جوزيبي أراجونا.

فمن أسبابها أن الأطفال يولدون مغطين بمادة بيضاء شمعية تُعرف باسم "الطلاء الدهني" (vernix caseosa)، وتتكون من الزهم وخلايا الجلد المتقشرة، وتعمل على حماية بشرتهم في الرحم.

ورغم تنظيفها بعد الولادة، فإن بقايا منها تترك أثراً عطرياً خفيفاً على الجلد. كذلك، تضيف السوائل الأمينوسية المحيطة بالجنين أثناء الحمل رائحتها الخاصة، والتي قد تبقى على بشرة الطفل.

وتشير الدكتورة أراجونا إلى أن الزيوت الطبيعية التي تنتجها بشرة الأطفال تحمل عطراً خفيفاً، وأوضحت أيضاً أن الأطفال حديثي الولادة لديهم تركيز عالٍ من الغدد العرقية، وخاصة الغدد الإفرازية، ما قد يساهم في انبعاث هذه الرائحة الخاصة.

وترى الدكتورة أن لهذه الرائحة دوراً بيولوجياً في تعزيز العلاقة العاطفية بين الطفل ووالديه، حيث تساهم في تحفيز سلوكيات الرعاية من خلال استجابة عاطفية وغريزية.

وفي دراسة نُشرت في "فرونتيرز في علم النفس"، تبيّن أن رائحة الأطفال حديثي الولادة تنشّط مراكز المكافأة في الدماغ، وهي نفس المراكز التي تنشط عند تناول بعض الأطعمة.

وقد أجرى الباحثون تجربة على رائحة ملابس أطفال حديثي الولادة ذات يومين فقط، وقدموا هذه الروائح إلى مجموعتين من النساء، تضم الأولى 15 أمّاً، بينما تضم الثانية 15 امرأة لم يسبق لهن الإنجاب.

ووفقاً لما نشرته صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور"، فإن النتائج أظهرت أن كلا المجموعتين استجابتا بطريقة مماثلة لرائحة الأطفال حديثي الولادة، حيث حفّزت هذه الروائح دوائر المكافأة في أدمغتهن.