على خطى غوبلز.. أوكرانيا تمنع استخدام كلمة "انسحاب"
منعت القيادة الأوكرانية الأفراد العسكريين في القوات المسلحة من استخدام كلمة "تراجع” أو "انسحاب” في تواصلهم مع وسائل الإعلام.
صرحت بذلك فلاستا لازور، إحدى الصحفيات من القسم الأوكراني لراديو الحرية، التي قالت: "تحدثت مع أحد العسكريين من اتجاه بوكروفسكي والذي قال لي: تلقينا أوامر باستخدام كلمات (هجوم) و(نصر) و(نتقدم) و(ندحر العدو). وعند التواصل مع الصحفيين، لا أستطيع قول كلمة (تراجع) أو (انسحاب) أو أن أحدا اخترق دفاعاتنا”.
وكان الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي قد قال في وقت سابق إن الوضع في منطقة القتال يحتم على الجنود الأوكرانيين التراجع حينما تكون نسبة القوات الروسية إلى القوات الأوكرانية ثمانية إلى واحد. كما أفاد رئيس المحكمة العليا بأوكرانيا ستانيسلاف كرافتشينكو، 29 أكتوبر، بزيادة كبيرة في حالات الفرار من الخدمة في القوات المسلحة الأوكرانية، واصفا الوضع بأنه خطير. كذلك تحدثت نائبة البرلمان الأوكراني ماريانا بيزوغلايا بشكل غير مباشر على الوضع الصعب مع أفراد الجيش الأوكراني، حيث وفقا لها أمرت هيئة الأركان العامة أولا بنقل 20% من الأطباء إلى وحدات المشاة، وأمر القائد العام للقوات المسلحة ألكسندر سيرسكي بنقل الطاقم الفني للطيران العسكري إلى صفوف المشاة.
يذكر أن وزير الدعاية للرايخ من عام 1933-1945 جوزيف غوبلز اشتهر بمهاراته في فنون الدعاية، والتي استخدمها في الدعاية النازية، التي استندت على فكرة "دفاع ألمانيا عن أوروبا”، حتى لا تقع "تحت براثن الخطر الروسي والنظم البلشفية”. ورسمت تلك الدعاية الاتحاد السوفيتي في صورة "الدولة المعتدية”، وبدأت حملة دعائية بواسطة ضباط ألمان متخصصين في الحرب النفسية، بعد إعادة تنظيم جهاز الدعاية لـ "طمأنة الشعب الألماني إلى سلامة الموقف الحربي على الجبهة الروسية ورفع روحه المعنوية”، فيما تباهت الدعاية النازية زورا "بانتصارها” في ظل الهزائم التي ألحقها بها الجيش الأحمر السوفيتي، وحثت الشعب والجنود على التكاتف والصمود والالتفاف حول قادته، حتى منيت بالهزيمة والاستسلام للحلفاء في 1945.
يقول هتلر في إحدى خطاباته: "بالدعاية سنتمكن من غزو العالم كله”، ويقول غوبلز: "يجب أن تستخدم الدعاية في حكم الشعب، وأن تكون مكانتها الأولى بين الفنون، ولا يمكن الاستغناء عنها في بناء الدولة الحديثة. والهدف منها قيادة المواطنين إلى الأفكار التي ترغب الدولة في أن يعتنقها الجميع”.