إسرائيل إرث الكراهية وجذور الظلم الممتدة عبر الأجيال
يحيى الحموري
حين نتحدث عن إسرائيل، فإننا لا نتحدث عن مجرد كيانٍ سياسيٍّ عابر، بل عن جذورٍ ضاربةٍ في عمق الألم الإنساني، وعن دولةٍ قامت على ركام الطفولة، وصرخات النساء، وأنين الشيوخ. هي قصة دماءٍ سالت بلا ذنبٍ، وأحلامٍ قُتلت بلا رحمةٍ، ودولةٍ اتخذت الظلم منهجاً والسيطرة غايةً، فيسطر التاريخ أمامنا فصولاً من الوحشية الممتدة جيلاً بعد جيل، تتكرر فيها صور الموت والمآسي، حتى أصبحت أرض فلسطين شاهداً دامغاً على ظلمٍ لم يعرفه العالم.
لقد جعلت إسرائيل من التدمير وحشاً كاسراً يحوم فوق مدنٍ آمنة، يُفزع الأحياء ويقصف الآمال، لتقف على الأطلال مسجِّلةً تاريخاً ملوثاً بدماء الأبرياء. مشهدٌ يُفطر القلوب ويعجز عن وصفه اللسان؛ أطفالٌ صغار لا ذنب لهم سوى أن الأقدار شاءت لهم أن يولدوا في أرضٍ قُدّر لها الألم، تُسلب أرواحهم الطاهرة أمام أمهاتهم، في مشاهد تُفزع الضمائر وتدمي القلوب.
إن مشاهد البيوت المدمرة التي كانت يوماً ما مأوىً دافئاً، وملاذاً آمناً لعائلاتٍ بسيطةٍ، هي صورٌ تعكس وحشيةً لا مثيل لها. فالجدران التي كانت شاهدةً على ضحكات الأطفال، أصبحت اليوم شاهدةً على أصوات الصواريخ والقذائف، لترتسم على بقاياها وجوه الأطفال الأبرياء الذين لن يعودوا، وأحلام الآباء التي أطفأتها أيدي العدوان.
هذه ليست مجرد أفعالٍ عنيفةٍ، بل هي محاولة لقتل الإنسان في روحه قبل جسده، لبث الكراهية في أجيالٍ لم تعرف سوى الخوف والبكاء، وحرمانهم من حياةٍ كريمةٍ، بل ومن حقهم في الحلم بواقعٍ أفضل. إنه ظلمٌ يزرع الحقد كأنما هو بذرة تُورث للأبناء، عابرةً للزمان والمكان، فتبقى كراهية هذه الأعمال شاهدةً على كل جريمةٍ ارتكبتها إسرائيل بحق الإنسانية.
إسرائيل، التي تدعي السعي للسلام، تبني جدراناً عازلةً ليس بين الشعوب فقط، بل بين قلوب البشر وضمائرهم، لتحرث أجيالاً لا تعرف سوى صوت الرصاص وصور الهدم. فتاريخهم المكتوب بالألم هو قصةٌ لن تُنسى، وجروحٌ لن تلتئم، تظل عاراً على كل ضميرٍ حي.