استسهال واستباحة تشويه الطرح الأردني

الدكتور عادل محمد الوهادنة

في ظل توسع دور وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الرقمية، أصبح الأردن مستهدفاً في بعض الأحيان بحملات إعلامية مكثفة، تتنوع بين التشويه، والنقد المتعمد، ونشر المعلومات المغلوطة. هذه الحملات، التي تستهدف زعزعة ثقة المواطنين وتشويه صورة البلاد، تضع الحكومة والمجتمع أمام خيارين استراتيجيين: الإهمال أو التصدي المبرمج. فهل يجب ترك الأمر ليتلاشى مع الزمن، أم يجب الرد بمنهجية دقيقة ومبرمجة؟

مقدمة
في ظل توسع دور وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الرقمية، أصبح الأردن مستهدفاً في بعض الأحيان بحملات إعلامية مكثفة، تتنوع بين التشويه، والنقد المتعمد، ونشر المعلومات المغلوطة. هذه الحملات، التي تستهدف زعزعة ثقة المواطنين وتشويه صورة البلاد، تضع الحكومة والمجتمع أمام خيارين استراتيجيين: الإهمال أو التصدي المبرمج. فهل يجب ترك الأمر ليتلاشى مع الزمن، أم يجب الرد بمنهجية دقيقة ومبرمجة؟

البعد النفسي والاجتماعي للتشويه
تكمن خطورة الحملات المشوهة في تأثيرها النفسي على المجتمع، حيث تعمل على نشر القلق وعدم الثقة لدى المواطنين، وتشوه الإنجازات وتزرع الشك حول سياسات الدولة، ما يجعلها قضية ذات أبعاد اجتماعية تتطلب معالجة دقيقة.
الإهمال: سلاح ذو حدين
تقوم استراتيجية الإهمال على عدم الرد المباشر، مع ترك المجال لزوال تأثير الحملات مع مرور الوقت. ويمكن أن تكون هذه الاستراتيجية فعالة في حالات معينة، مثل:

حملات قصيرة المدى: حين يكون من المتوقع أن تنتهي الحملة بسرعة ودون استمرارية.
الحملات غير الموثوقة: عندما يكون مصدر الحملة ضعيف المصداقية.

ومع ذلك، فإن الإهمال قد يترك المجال للمعلومات المغلوطة لتنتشر، ما يجعلها حقيقية في عيون البعض، وقد يفقد الجمهور الثقة عندما لا يتم الرد على القضايا المثارة.
التصدي المبرمج: بناء رواية مضادة

يتطلب التصدي المبرمج تفعيل جهود منهجية للرد، تقوم على:
التحقق من المعلومات: التأكد من حقيقة الادعاءات والرد عليها بطريقة موضوعية مدعومة بالحقائق.
إشراك شخصيات مؤثرة: تعزيز دور الشخصيات المؤثرة في نشر الردود الصحيحة، لرفع المصداقية.
تفعيل منصات حكومية رسمية: استخدام منصات التواصل والمواقع الرسمية لبث ردود دقيقة وواضحة.

وقد أثبتت هذه الاستراتيجية فعاليتها في حالات شبيهة، حيث ساهمت في إعادة الثقة ونشر المعلومات الدقيقة بشكل ممنهج، لكن يجب أن تتم بحذر كي لا تبدو وكأنها ملاحقة لكل نقد، مما قد يظهر الحكومة بمظهر الدفاع المستميت.
التحليل الرقمي للأثر والاستجابة
يمكن دمج أدوات التحليل الرقمي لمراقبة تأثير الحملات، وتقييم ردود الفعل من الجمهور. وبهذا، يمكن للحكومة معرفة مدى نجاح استراتيجية معينة، وتحديد اللحظات المثلى للرد. على سبيل المثال:

إذا أظهرت التحليلات انخفاض التفاعل مع المحتوى المشوه: يمكن إهماله.
إذا كان هناك انتشار كبير للتشويه: قد يكون التصدي المبرمج ضرورياً.

خاتمة

يبقى الخيار بين الإهمال والتصدي المبرمج موضوعاً جدلياً، يعتمد على طبيعة الحملات ونطاق تأثيرها. والأهم من ذلك، هو ضرورة انتهاج سياسة مرنة ومتوازنة تأخذ بعين الاعتبار طبيعة المجتمع الأردني وقيمه، لتحقيق الاستقرار الفكري والمعرفي للمجتمع.
نقاط رئيسية حول استسهال وتشويه الطرح الأردني: جدلية الرد بين الإهمال أو التصدي المبرمج
1.التحدي الرقمي: يشهد الأردن حملات إعلامية رقمية تستهدف تشويه صورته وزعزعة ثقة المواطنين عبر وسائل التواصل والمواقع الإخبارية.
2.التأثير النفسي والاجتماعي: تترك هذه الحملات أثرًا نفسيًا سلبيًا على المجتمع، مما يعزز الشكوك حول السياسات العامة ويقوّض الإنجازات الوطنية.
3.استراتيجية الإهمال:
oتجاهل الحملات التي تفتقر للمصداقية أو قصيرة المدى.
oفعّالة في الحالات ذات التأثير المحدود، لكنها قد تؤدي إلى انتشار المعلومات المغلوطة إذا لم يتم الرد عليها.
4.التصدي المبرمج:
oمنهجية مبنية على الرد المدروس، عبر شخصيات مؤثرة ومنصات حكومية رسمية.
oتستخدم الحقائق والتحقق لمواجهة المعلومات المغلوطة، وتساعد في استعادة الثقة لدى الجمهور.
5.التحليل الرقمي: استخدام أدوات التحليل لتقييم تأثير الحملات وتحديد أفضل وقت وأسلوب للرد أو الإهمال.
6.التوازن الاستراتيجي: يعتمد اختيار الإهمال أو التصدي المبرمج على مدى تأثير الحملة، مع الحرص على مرونة الرد بما يعكس استقرار وقيم المجتمع الأردني.