الحجايا يكتب: أبوعمر
ناصر محمد الحجايا
مجرد الحديث والتواصل مع هذا الرجل يبعث في النفس الأمل والطمأنينة، والتي مصدرها بالتأكيد السيرة الطيبة لهذا النشمي طفيلي الجذور، معاني المخول، مفرقاوي المولد ،أردني الهوى والهوية ، معالي محمد داودية (ابوعمر) الصحفي الألمعي العتيق، والذي لم يهبط على مواقع المسؤولية والمناصب بالبارشوت ولم يولد وفي فمه ملعقة ذهب، لكنه ابن المعاناة ولوعات اليتم قصة حياته مسلسل تراجيدي من التحدي والصبر والكفاح في سبيل لقمة العيش الكريم ،عاش يتيماً غريبا عن مسقط رأسه الطفيلة واجه الحياة بتحدي وبصرخة تمرد على الواقع عمل في سن الطفولة والشباب بالكسارات والمطاعم والمكتبات وورشات البناء في سبيل لقمة العيش ،والوقوف مع والدته الأرملة التي كافحت لأجله وكان يرى في عيونها بارقة أمل لمستقبل أفضل ، شق طريقة معلما للغة الانجليزية في مدارس قرى الجنوب من الشوبك إلى الأغوار مروراً بالطفيلة ومعان ثم ينقله موج الحياة إلى العاصمة ومدارسها ، قبل تفتح له معشوقته الصحافة أبوابها في خيار صعب وقرار مصيري ، تحمل مصاعبها وغامر في عبابها أوقف عن العمل مرات، وتحمل ضريبة مهنة المتاعب وعرض حالها بشفافية وصدق، إلا انه بقي شامخ كشموخ جبال الطفيلة وكأنه ينتظر الوعد الرباني ( إن بعد العسر يسرا )،ويكلفه المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمة الله مديراً لدائرة الإعلام والعلاقات العامة في الديوان الملكي الهاشمي ويحظى من حينها بثقة الهاشميين ويطلق عليه الراحل العظيم لقب ( النشمي) ، وتستهويه السياسية التي نهل من كتبها كثيرا ليعود به الحنين إلى مسقط رأسه الطفيلة نائب في مجلس النواب الأردني الثاني عشر، ثم تبدأ المناصب بمطاردة هذا النشمي من وزيرا للشباب مميزا كان يجلس في المدرجات قريباً من الجماهير ، ثم سفيرا في عدة دول عربية وأجنبية إلى أن يستقر به الحال وبثقة ملكية في مجلس الملك ( مجلس الأعيان ) .
ما دفعني للكتابة عن معالي محمد الدواودية، أن الدولة في الأوقات الحرجة وعندما تتعرض للتشكيك والقيل والقال والمحاولات العبثية لتفتيت مواقفها الراسخة فأنها تحتاج من رجالاتها ومن النخب السياسية الذين قدمت لهم الكثير الوقوف بجانبها والدفاع عنها بصوت عال، وأن مصلحة الوطن فوق كل شيء وهذا النهج الذي نتابع محمد داودية يطرحه وبشكل مستمر سواء عبر الفضائيات او الصحف او المواقع الإخبارية مدافعاً غيورا عن هذا الوطن، ومواقفه القومية التي لا تقبل للتشكيك في الوقت الذي اختفى عن المشهد من كنا نعدهم رجالات دولة ( تبغددوا من خيرات هذا الوطن واختفوا ) .