يوسف الحربي يحوّل تربية ماعز البور إلى قصة نجاح اقتصادية

يُعتبر ماعز "البور" من السلالات المتميزة التي لفتت الأنظار بفضل قدرتها الفائقة على التأقلم مع الظروف البيئية المختلفة. تُظهر هذه السلالة تكيفًا استثنائيًا مع البيئات المتنوعة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للمربين في المناطق ذات المناخ الحار أو القاسي. ويوضح مربي ماعز البور يوسف صالح الحربي الهدف الأساسي من تربية هذا النوع يتمثل في إنتاج اللحوم والألبان ذات الجودة العالية، إلى جانب تحسين السلالات المحلية. بفضل خصائصها الوراثية الممتازة، أصبحت هذه السلالة ركيزة أساسية لتعزيز الإنتاج الغذائي وتحقيق عوائد اقتصادية مجزية للمربين.
وتتميز ذكور ماعز "البور" بوزنها الذي يتراوح بين 90 إلى 130 كجم، بينما تزن الإناث بين 50 إلى 80 كجم. ويضيف المربي يوسف الحربي كما أن اللون الأبيض هو السائد في هذه السلالة، مع وجه أحمر يميل إلى البني، وغالبًا ما يظهر خط أحمر يمتد في منتصف الوجه، مما يضفي عليها مظهرًا مميزًا وجذابًا.
ومن السمات البارزة لماعز "البور" يقول صاحب مزرعة البور النقية يوسف صالح الحربي معدل النمو اليومي السريع الذي يصل إلى 300 جرام. ويمكن فطم الجديان في وقت مبكر بعد 50 يومًا فقط من الولادة، مما يعزز الإنتاجية ويتيح سرعة دوران القطيع.
وينوه يوسف الحربي ماعز "البور" ليس فقط سلالة إنتاجية بامتياز، بل يتمتع أيضًا بمقاومة عالية للأمراض والقدرة على البقاء في بيئات تتسم بشح الموارد. هذا يجعلها مثالية للمناطق الريفية والجبلية التي تفتقر إلى موارد المياه الوفيرة أو الأراضي الخصبة، حيث تسهم في دعم استدامة المجتمعات الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي. وتكتسب السلالة شهرتها بفضل قدرتها على إنتاج لحوم طرية وعالية الجودة، مما يزيد من الطلب عليها في الأسواق المحلية والعالمية.
كما تلعب ماعز "البور" دورًا رئيسيًا في الاقتصاد الزراعي بحسب يوسف الحربي ، حيث تساهم في توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مجالات مثل تربية الماعز، إنتاج الألبان، وصناعة اللحوم. إلى جانب ذلك، يعتمد عليها المزارعون كمصدر دخل مستدام بفضل الإنتاجية العالية وسرعة النمو. في ظل التغيرات المناخية والتحديات التي تواجه المزارعين، يُعد ماعز "البور" خيارًا آمنًا ومربحًا، ما يجعلها جزءًا أساسيًا من استراتيجيات تحسين الثروة الحيوانية.
إنّ السلالة تجمع بين الجمال والفاعلية الإنتاجية، وهو ما جعلها محط اهتمام المربين والمستثمرين في القطاع الزراعي. يساهم شكلها المميز وألوانها المتنوعة في جعلها واحدة من السلالات الأكثر تفضيلًا، حيث إنها لا تقدم منتجات غذائية فقط، بل تُعد مصدر فخر وتراث في المناطق التي تُربى فيها. والارتباط الثقافي بماعز "البور" يبرز بشكل واضح في بعض المجتمعات التي تعتبرها رمزًا للثبات والازدهار بحسب يوسف الحربي .
مع ذلك، يقول الحربي فإن نجاح تربية ماعز "البور" يعتمد على التزام المربين بتوفير البيئة المناسبة والرعاية الكافية. يشمل ذلك توفير الغذاء الصحي والمتوازن، والمراقبة المستمرة للحالة الصحية، وتطبيق برامج لقاحات منتظمة للحفاظ على سلامة القطيع. إن العمل على تحسين الظروف المعيشية للسلالات يساهم في تحقيق نتائج أفضل سواء على مستوى الجودة أو الإنتاج.
في المستقبل، يوضح المربي يوسف الحربي قد تكون ماعز "البور" حلاً للعديد من التحديات الغذائية العالمية، حيث تعمل الأبحاث العلمية الحديثة على تعزيز قدراتها الوراثية وتحسين تقنيات تربيتها. وبفضل تضافر الجهود بين الحكومات والقطاع الخاص، يمكن لماعز "البور" أن تلعب دورًا أكثر أهمية في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الحيوي.