حكمة الملَك
جفرا نيوز - بقلم المحامي سامي النسور
في ظل الموقف المتأزم المحيط بنا والحنق الذي أصاب الناس... والأنتظار المفزع المقلق... والأجواء المشحونة بغضب الناس... الناظرة بعين الرجاء لحكمة جلالة الملك. اقول هنا أننا لسنا بعيدين عن وقائع واحداث جسام المت بالأردن تعلقت بالشأن الخارجي وسيادة الأردن وكيانه السياسي... الكل هب ويتأهب للدفاع عن الوطن العرض والشرف والهويه والكبرياء لماذا؟ لأن الأمر قد يكون مسألة حياة أو موت... فالكل معني بأن يشكل سياجاً للدفاع عن الوطن وسيادته .
أما ما يحدث اليوم فمشهد مختلف وجوهر مختلف... نشاهد الاحداث من حولنا.. فتجد أن السواد الأعظم من أبناء الوطن ينقلبون على الداخل ويتأهبون للدفاع ليس عن سيادة الوطن ونظامه، وإنما للدفاع عن لقمة عيشهم وأستقرار حياتهم المليئه بالمنغصات والمفاجآت وسمة البدن وعهر المسؤولين السياسي الذين يتخبطون بقراراتهم ولا يجدون من ينهرهم أو يوقفهم عند حدهم ... ألسنة المسؤولين مسهولة ومصابة بحالة من الديزنطاريا الشديدة... كلام معسول مفبرك... وحيل لا تنطلي على الجاهل... لتمرير قرارات تقصم ظهر البشر والحجر... حالهم كحال من يعد الفتاة بالزواج ويحتال عليها بالكلام والهدايا الوضيعة التي لا يتعدى ثمنها الورقه الخضراء... ثم يتسلل إلى عقلها ويخادعها ويفض بكارتها بوعد الزواج... وبعدها يأخذ بالتنصل والنكران وتبقى المخدوعة على قارعة الذل والعار مكشوفة العورة لا حول لها ولا قوة.
الحال ليس بعيد عن ربيع عام 1989. والشخوص الذين فجروا الأحداث برفع الأسعار ما زالوا أحياء يتمرجلون على هذا الشعب الحزين الغريب في وطنه... المهزوم من داخله... يضرب الكف بالكف أخماساً بأسداس... وأفواةً جائعة عارية في شتاء بدايته برد قارص لاذع .
كنت أنا كاتب هذا المقال شاهد... وفي قلب الحدث عامل... عند إنفجار الأحداث بسبب رفع الأسعار بمدينة الطفيله العزيزة... بداْ خط الأحداث من معان إلى الطفيله وصولاً إلى الكرك وبعد لحظات تطاير شرارها إلى السلط ... وسقط القناع عن الحكومة... وبدأت المواجهة... وحصل ما حصل... وكادت أن تختفي معالم الدولة الأردنية في تلك المناطق من جراء الإعتداء على كل مرافق الدولة ومكوناتها... وإختفاء ما يدل عليها. المشاهد ماثلة أمامي... والأمس ليس ببعيد.
إسمعها معي أيها المواطن المسحوق ماذا كان يقال ويردد على ألسنة الناس ... الحرق مستمر والتخريب يطال كل شيء له علاقه بالدولة أو المؤسسات المالية... وبالجانب الأخر يهتف الناس بحياة جلالة الملك المغفور له الحسين... ويتوعدون رجال الأمن عندما يقسوا عليهم باطلاق الغاز المسيل للدموع بأنهم سيشكونهم إلى الملك...
هل صورة الأمس تشبه ما يتوقع حدوثه مستقبلاً؟؟؟ ويعود القائد إلى الوطن وتذهب الحكومة مُقالة لا مآسوف عليها... وتبقى وتنتصر إرادة الناس بحكمة الملك... ويبقى الأردن قوياً عزيزاً... ليس بتغير الحكومه وشخوصها ، وإنما بحكمة الملك وسواعد الفقراء والمخلصيــــن القابضيــــن علـــــى جمر الصبـــــر والحرمان والمعاناة... وليس المتـاجرين بدم الشعوب.. من أجل البقاء فوق المقاعد وأمام عدسات الفضائيات بألسنة مسهولـة نطقها يسبق تفكيرها...
الجمها واخرسها وانتصر لشعبك ايها الملك...