هل يصبح الموز سلاحاً سحرياً في الحرب ضدّ فيروس كورونا؟
في خضم التحدّيات المستمرة التي تواجه البشرية بفعل الفيروسات القاتلة، يبرز علاج جديد مشتق من الموز كأمل واعد في المعركة ضدّ جميع أنواع فيروسات الأنفلونزابما فيها كورونا و"كوفيد- 19" (COVID-19) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس" (MERS)، وفق بحوث علمية حديثة.
وقد أجرىديفيد ماركوفيتش، البروفيسور في كلية الطب بجامعة ميتشيغان بحوثاً واسعة حول متلازمة "ميرس" التي تقتل ما يربو على ثلث المصابين بها. وقد شهد العام 2015 تفشياً قاتلاً لهذا المرض، أسفر عن 858 وفاة.
في دراسة حديثة نُشرت في مجلة "سيل ريبورتس ميديسن" (Cell Reports Medicine)، برهن ماركوفيتش وعلماء آخرون على فعالية علاج جديد إسمه "أتش 84 تي بانليك" (H84T-BanLec)، ضد جميع فيروسات كورونا التي تصيب البشر.
وأظهر الدواء فاعليته في تجارب المختبر وتلك التي طبقت على الحيوانات، وكذلك تبدَّت قوته سواء أعطي بالحقن أو التنشق. واستطاع مقاومة الفيروسات في مراحل المرض كلها، بما في ذلك الوقاية ضد دخولها إلى الجسم.
وتفصيلاً، يتفاعل دواء(H84T-BanLec) مع مواد على سطح فيروسات الأنفلونزا، فيمنعها من الدخول إلى الخلايا والانتشار في الجسم.
وحاضراً، تستطيع بعض علاجات فيروسات الأنفلونزا تخفيض قدرتها على التكاثر أو تعزيز مناعة الجسم ضدها، لكن فاعليتها ضد سلالات الأنفلونزا ليست شاملة، وتفقد كثيراً من فاعليتها مع ظهور متحورات جديدة مثل أوميكرون. وفي جائحة كورونا، شكل ظهور المتحورات الفيروسية عائقاً ضخماً أمام جهود دحر الجائحة.
وفيي المقابل، يتجاوز دواء(H84T-BanLec) تلك العوائق كلها.
وبالتالي، يأمل ماركوفيتش وفريقه البحثي في اختبار "أتش 84 تي بانليك" على البشر في المستقبل. ويعتقد الباحثون أنه قد يؤدي دوراً حاسماً في الوقاية من فيروسات عائلة الأنفلونزا كلها، وبالتالي، محاربة موجات تفشيها وحتى جائحاتها.
وفي ملمح آخر، هنالك بعض أنواع الخلايا السرطانية التي يحتوي سطحها مواداً من النوع الذي يعمل"أتش 84 تي بانليك" ضده، ما دفع الباحثن إلى التفكير بإمكانية استعمال(H84T-BanLec) ضد الأورام الخبيثة أيضاً.