العكايلة يكتب.. حين يتحدث الملك من الطفيلة عن معركة حد الدقيق

كتب حمزة العكايلة
خاطب جلالة الملك عبد الله الثاني أهل الطفيلة اليوم بأبناء وأحفاد حد الدقيق، فما قصة هذه المعركة التي تسكن وجدان أهل المحافظة، والتي يرددون في أفراحهم فخراً بها منذ نحو مئة عام أهزوجة: يا زيد وانزل بالسهل/حنّا العباة الضافية/نعلي البيارق في اللظى/نحميها وهي الغالية/ يازيد حنّا رجالك/ والأمـر بيـدك يازيد/يازيد وانزل يمّنا/ بأرض الطفيلة العالية/والعهد كار إرجالنا/ في إجبالنا والبادية.

هذه الأهزوجة كان صداها يكبر في نفوس فرسان الطفيلة حين اعتلوا ظهور الخيل وفوهات البنادق مع أصوات الحق تلبي نداء العروبة في معارك الثورة العربية الكبرى بقيادة الأمير زيد بن الشريف الحسين بن علي عام 1918، فكانت المعركة الحاسمة والفاصلة والتي أدت لسيطرة قوات الثورة على زمام الأمور في أحد أهم محاور القتال.

وبعد أزيد من 100 عام على المعركة، وفي ظل ما تمر به المنطقة من تصعيد غير مسبوق وأخطار محدقة، كأني بسيد البلاد يحفز ذاكرتنا وهمتنا لنبقى على صلابتنا أكثر عزماً وإيماناً بتاريخ هذه الأرض، وبحديثه كأنما يرفع بيديه كتاب المجد لتقرأ الأجيال وتروي سيرة وطن وقادة ورجال، دافعوا عن ثرى الأردن وسالت دماء جيشهم زاكيات طاهرات.

ونحن في الطفيلة وفي كل أرجاء الوطن، نقرأ حديث جلالة الملك بصوت الحق والمضي على العهد، بأن نعظم من وحدتنا الوطنية وألا نسمح لأصوات الفتنة أن تنسل من بيننا، وأن نراكم مسيرة البناء عبر مراجعة مستمرة لنتائج وأولويات مسارات التحديث السياسية والاقتصادية والإدراية لنمضي معها أكثر قوة بما يلائم مصلحتنا العليا، مثلما يتوجب علينا وفاءً للأردن أن نواجه بثبات كل محاولات النيل من تاريخ ونضال ومجهود الدولة وأبنائها تجاه فلسطين وحق شعبها في نيل الحرية.


 ومع حديث الملك نقول في الطفيلة وفي كل أرجاء الوطن إن دماء شهداء حد الدقيق، ودماء شهدائنا في كل بقعة من أرض الأردن الطاهرة، وأرض فلسطين الصابرة، ستكون مداداً للأجيال للإدراك والوعي بالواجب الوطني كل في موقعه ومسؤوليته، وستكون تلك الدماء مشاعل نور نهتدي بسيرتها ونتقوى بعزيمة أصحابها بمواجهة ما يحاك لنا وسط هذا الإقليم المتخم بالأجندات المشبوهة.

ختاماً، مثل كل أبناء الطفيلة، فقد اكتست قلوبنا بهجة بزيارة جلالة الملك وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وكم سرني تكريم أبناء المحافظة كل باسمه لقاء عطائهم في مجالات مختلفة، وزاد من السرور تكريم الروائي سليمان القوابعة الذي وثق لتاريخ الطفيلة ولمعركة حد الدقيق في مؤلفات عدة، أكتفي معها فخراً بذكر أسماء الشهداء والجرحى في معركة حد الدقيق.

 شهداء معركة حد الدقيق: عبد العزيز مسيف الجرابعة، بنيه الشبيلات، سليمان محمد الخريسات، إبراهيم أحمد الكريري، جدوع سلامة العطيوي، خلف الفراهيد، أحمد محمود العوران، محمد حرب الخطبا، علي فتاح الخطبا، محمد مطلق الشمسات، سمور عبدالله المرافي، خليل الهضيبي المرافي، خلف السفاسفة، محمد عودة الله الرفوع، مرزوق نصير الرعود، عيد محمد المسيعديين، سليم ربيع السعود، مسلم عيد الخصبة، عودة سلامة العرضان، حسن بن عودة الليثي، فرهود المرافي، مسلم العوابدة، علي جديع الخصبة، محمد شلوش الخوالدة، مسلم عيسى الحراسيس، سالم إبراهيم الحراسيس، علي سعيد العكايلة، جلال أبو هويمل، جلال أبو جفين، قاسم الجذوان، اشتيوي العوامرة الحراسيس، عطي الشبطات، حسن اشتيوي العويضات، حسين القيسي البحارات، دخل الله العكايلة، فاطمة بنت ضيف الله العمايرة، صبحة العمايرة وصبحية حجاج البارات.


الجرحى في معركة حد الدقيق: عيد الحوامدة، صالح المحاسنة، جريد سلامة الحراسيس، سالم الداودية، محمد عبد القادر الزيدانيين، سالم عودة المزايدة، محارب مطلق عيال سلمان، قبلان الشبطات، محمد خلف النعانعة، خليل العمارين الزيادين، عبد الله حمود القناهرة، شيحة القليلات الزيادين، ثريا بنت خميس الدلابيح، وحسن بنت عبد الغني.