تجاذُبات تسبق انتخابات "رئاسة النواب".. أرشيف الصفدي يَحُلُّ المسألة العالقة

خاص

حراك واسع وتجاذبات عديدة بدأت تتخذ حلقة وصل "كاملة الدسم" قبيل افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة والمقررة في 18 تشرين الثاني المقبل، ‘ إذ يجري في الأثناء حالة من التوافق شبه المكتمل على رئيس مجلس النواب السابق أحمد الصفدي فيما يتعلق بانتخابات الرئاسة، واللافت أن هناك إجماع كبير سواء من بعض النواب المستقلين أو المحسوبين على التيار الإسلامي، الأمر الذي يفسر حالة الوضوح الزائدة تجاه الإقبال على فكرة أن عودة الصفدي إلى الواجهة النيابية كرئيس هي أبعد من كونها مجرد ترضية .  

العديد من الأسماء بدأت ترمي شباكها فيما يتعلق بالترشح لرئاسة النواب ، وهناك حالة من النضج في التوجهات هذه المرة على اعتبار أن المجلس الـ20 فيه من الخصوصية ما يكفي ليكون مختلفًا عما سبق، وبالتالي اختيار رئيس كامل الدسم يعرف كيف يقرأ المشهد دون تلعثم أو ارتباك أو حتى انصياع مهم جدًا، تحديدًا مع وجود تركيبة نيابية تحتاج الكثير من العمل للخروج من دائرة المراهقة والتسكع إلى مشهد نيابي ناضج يُرضي على الأقل الشارع؛ الذي بات متعطشًا لمجلس نواب بعيد عن دائرة عدم منح الثقة. 

ولأن البعض يسأل لماذا الصفدي هو الأكثر مأمونية لترأس المجلس في مرحلة كهذه، فالإجابة هي أقرب إلى العودة لأرشيفه والأداء العام له في المجلس الـ19، حينها استطاع التقاط الإشارة من بعيد والعمل برؤية جماعية لا تفرد، والأهم أنه كان قريبًا من الجميع، لكن اللافت في المجلس العشرين أن التعددية في التوجهات والأفكار زادت عن السابق، والرمادية شبه معدومة؛ لأن توجهات أغلب النواب واضحة تمامًا، وبالتالي عودة الصفدي للرئاسة أمر مرهون بقدرته على التكيف مع العقليات كافة، والتعامل بما يرضي المزاج العام. 

الساحة مفتوحة للجميع ولا احتكار عند الاختيار؛ تحديدا وأن أطرافًا عدة تحاول طرح نفسها لانتخابات رئاسة النواب والترويج بطرق مختلفة، لكن بمرحلة درجة حرارتها مرتفعة، وحالة من الحساسية والاكتظاظ في المواقف، يبقى اختيار الرئيس حلقة وصل دقيقة بين الأطراف كافة، والاعتماد على أداء المجلس الذي ما زال بنكهة طازجة كبير جدًا وعليه حمل ثقيل، وبالتالي شخصية كالصفدي تفهم وتعرف جيدا من أين وكيف تؤكل الكتف ستكون أقرب من غيرها إلى المشهد، وبذريعة مقنعة تستند إلى تجربته السابقة.