من صفحات الماضي
لارا علي العتوم
يستحضر الشارع العربي أيام النكبة وايام الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان الذي دام 18 عاماً وتتوالى الافكار والسيناريوهات المنبسطة على هاتين الحقيقتين المؤلمتين، الحرب الاسرائيلية الثالثة على قطاع غزة وهى الاقرب للمذبحة بدل الحرب والحرب الخامسة على لبنان وهى الاقرب الى كونها تصفية او مدمرة منها من كلمة حرب، حروباً اسرائيلية مُباحة تنحصر لتحقيق النفوذ ومُتحضرة لمواجهة الضغوط المتأتية من القوة الدولية الممّسكة بزمام النظام الدولي والتي تقف عاجزة أمام آلة القتل الاسرائيلية التي تزداد يوماً بعد يوما بسبب الدعم المتوفر والمتلازم لها كأنها تقول لنا اننا بالتاكيد امام نظام دولي أحادي الارادة والكلمة خاصة فيما يحقق المكاسب والاحلام الاسرائيلية ولا نقرأ منها الا اللعب على هوامش التناقضات مما أدخلنا في دوّامة الالتباسات والتعمية وتشويه الحقائق خاصة أنه سبق في تراث منطقتنا وأدبياتها السياسية أن تحوّلت الهزيمة إلى نكسة والانقلاب إلى ثورة، والآن تُقدّم التعنت الاسرائيلي وتمسكه بقتل الابرياء والاطفال على أنها استدارة، أو تكتيكاً لا يفهمه سوى الراسخين في العلم والعلني منه ان هناك إرادة اسرائيلية امريكية بإبقاء منطقتنا في حالة اضطراب وقلق وعدم استقرار دائم إما بحرب كالتي يشهدها حاضرنا او بوضع اقتصادي الذي أكبد عيشنا او بعدم الاستقرار والفوضى كبعض الذي يجري في ليبيا والسودان واليمن وسوريا.
ممارسة الجيش الاسرائيلي للقتل مهمة تتناقض عما نألفه من دور الجيوش في العالم فمن المعروف بأن الجيش هو الاقرب لقلوب الناس ومهمته سامية تتمحور حول التمسك بالسلام ومنع نشوب الصراعات بمعنى آخر حماية حياة الناس ولم نر جيشاً قد قام بما يقوم به الجيش الاسرائيلي على بضعة مساحة قد تكون اكبر بقليل من مساحة ملعب كرة القدم وأصغر من مساحة منطقة.
تتوالى الافتراضات بين الناس وتتعدد السيناريوهات والخوف يملأ القلوب من تأجج لهب المنطقة ليحرق الجميع رغم ان الجهود العربية المكوكية وإن تقف كباقي الجهود العالمية بحالة ذهول امام التعنت الاسرائيلي الامريكي الا انها ملأت القلوب بالامل بان فلسطين لن تكون صفحة من صفحات الماضي بين سطور تاريخ الأمة العربية.
حمى الله أمتنا
حمى الله الأردن