لـمــاذا ؟!
محمد داودية
بدأت مأساة قطاع غزة تضرب ضمير الأجيال الجديدة في العالم، متخذة اشكالًا مفجعةً موجعة من التعبير عن الندم والخذلان الذي طال الأجيال الراهنة المغضية على المأساة.
ثمة شريط فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، ينتزع الدموع والدم من العيون.
يصور شريط الفيديو مشاهد مستقبلية تجري عام 2040، أي بعد نحو 16 عامًا، وهو وقت قصير، يتم فيه الاعتراف عالميًا بالإبادة الإسرائيلية الجماعية في قطاع غزة المنكوب.
على الطريق السريع إذن، الفضائح والنبذ والسخط والعار والعقوبات الأخلاقية المهمة على مستوى العالم، التي ستلحق كيان الاحتلال الإسرائيلي المتوحش، الذي تنهمر من يديه القنابل وتقطر أشداقُه دمًا، الذي ظلت جرائمه مطموسة مخفية بسبب ممالأة الإعلام المتصهين ودوره في إنكار المذابح التي بدأت في فلسطين سنة 1937 !!.
في شريط الفيديو العظيم هذا، يقوم العالم بإنتاج الأفلام وبناء المتاحف في مختلف دول العالم، تخليدًا لهذه الذكرى الأليمة.
يسأل الطفل جده:
«جدي، ماذا كنت تفعل خلال الإبادة الجماعية؟»
يطأطئ الجد رأسه خجلًا وإقرارًا بالذنب.
ويسأل طفلٌ آخر جده: «هل جلستم فقط تشاهدون الإبادة بأعينكم؟»
ويتكرر مشهد الإقرار بالذنب وبعار عدم مواجهة مرتكبي جرائم الإبادة الإسرائيلية.
وتتكرر الجملة التالية بكل اللغات:
الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين؛ هي إبادة ضد الإنسانية.
وتعرض أفلام مؤثرة في دور السينما في العالم تبين الروع الذي عاناه أطفال قطاع غزة الفلسطينيون.
وفي الشريط نرى أطفال العالم يضعون الورود على النُصب التذكارية المقامة في مختلف دول العالم تخليدًا لذكرى ضحايا المذابح الإسرائيلية!!.
يمر الشريط المؤثر جدًا، القصير جدًا، (دقيقة واحدة و 55 ثانية) على متاحف هائلة في برلين وباريس وسيؤول، وعلى جدرانها لوحات وصور من جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية، ستكون في قوة تأثير متاحف جرائم النازية ضد اليهود، في ألمانيا ورومانيا وهولندا وغيرها.
* لماذا لم تفعلوا أي شيء يا جدي؟!
* ماذا كنتم تفعلون أثناء الإبادة يا جدي؟
* جرائم الإبادة كانت تتم أمامكم يا جدي.
لقد اندلعت حركة الوعي العالمي على حقيقة الكيان الإسرائيلي وجوهره.