لإسرائيل.. إلى متى وإلى أين؟!!
نيفين عبدالهادي
إلى متى؟ إلى أين؟ ماذا بعد؟ وغيرها من الأسئلة برسم الإجابة، الأسئلة التي في الإجابة عن أحدها عناوين للمرحلة، لكن يجب أن تجد إجابات في ظل ما تشهده المرحلة من ظروف هي الأصعب منذ سنين، وفي بعضها أصعب من كل ما شهدته البشرية من حروب وجرائم حرب، وعمليا الجميع يقف أمام هذه الأحداث إلى أين ستذهب بالمنطقة والإقليم والعالم، ومتى ستوضع نقطة ونبدأ بسطر جديد لمرحلة مختلفة يعمّها السلام.
للأسف، ما تشهده المرحلة يؤشّر لقادم سيئ، ولأيام ممتلئة بكل ما هو صعب، مزدحمة بخطى مثقلة تؤخّر السلام والتنمية والمضي نحو الأفضل، وتضع أولويات أكثرها أهمية هو وضع حدّ لجرائم إسرائيل، التي عمليا تجاوزت حدود المنطق والعقل، وطمست معالم أي تفكير إيجابي، جاعلة من التفكير السلبي والطاقة السلبية هما السائدين ودونهما استثناء، ومع هذا، فالأبواب ما تزال مشرعة للاحتلال من قبل المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بالمضي في هذا الدرب دون حسم بإيقافه.
إذا بقيت إسرائيل بنهجها هذا، وبقي نتنياهو وحكومته المتطرفة بما يقومان به، وعين العالم تراقب، بعين الرضا، فإن القادم خطير، بل الأخطر بتاريخ المنطقة، ولمن لا يدرك الحقيقة سيكون هذا حال العالم، فوقف إسرائيل عن جرائمها بمثابة عصا سحرية ستفرض السلام على العالم، دون ذلك نحن نتحدث، لا بل نحن نرى بوضوح، انزلاق المنطقة لحرب إقليمية، وجعل المنطقة ساحة حرب لخسائرها وضوح أكثر من أرباحها وإيجابياتها، فهي الحرب والنزوح والمجاعة والإبادة وغيرها من حقائق مؤلمة وخطيرة، وحقيقة لن تكون خطيرة فقط على المنطقة والإقليم، فنيرانها ستصل العالم قاطبة.
والغريب في كل ما يحدث، بل الغريب المستنكر والمستغرب، أن دولا ما تزال ترسل الأسلحة لإسرائيل، وكأنها بذلك تزيد من فتيل الأذى والإجرام لهيبا، وتضع نيران الحرب بجانب كل ما من شأنه زيادتها اشتعالا، ناهيك عن إفلات إسرائيل من العقاب، كل هذا يجعل من أفق المرحلة غائما، تملؤه خطورة الحدث، وبرودة ردة الفعل الدولية، وإصرار بعض الدول حتى اللحظة على دعم إسرائيل، وتزويدها بالأسلحة، والأخطر من ذلك أنها ترى بأن لها حقا في كل ما تقوم به، وتعزز في الذهن الإسرائيلي هذه القناعات، وفي ذلك أخطر ما يمكن أن نقرأ ونتابع ونقف عليه اليوم!!!.
نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، قال «إن إسرائيل لن تتوقف عن جرائمها الحربية في غزة والضفة الغربية ولبنان ما لم تتم محاسبة نتنياهو ووزرائه المتطرفين». وأضاف عبر منصة إكس «ما كانوا ليتمكنوا من شن كل هذه الاعتداءات، بما في ذلك ضد وحدات اليونيفيل، لولا الإفلات من العقاب والأسلحة التي لا تزال العديد من الدول ترسلها إليهم».
هو ملخّص لحقيقة بجرأة واضحة وبلغة لا تستدعي تفسيرا. نعم، هذا الواقع بحرفيّة تفاصيله، وبشكل لا يستدعي مجالا للبحث عن تفسير لما يحدث، ولا لما يعبّر عن بشاعة الواقع، ودون محاسبة نتنياهو ووزرائه المتطرفين، لن يتغيّر أي شيء من خطورة ما يحدث، وما دام هناك تغاضٍ عن جرائم إسرائيل ومدّها بالسلاح، أيضا لن يتغيّر أي شيء، ولن نشهد على الأقل بالمدى المنظور أي نافذة للفرج، بل على العكس، وفق ما يحدث، فإن ساحة الحرب تزداد اتساعا، وخطورة، وفي العمق العربي والمنطقة، ما لم تكن هناك خطى حقيقية لمحاسبة إسرائيل فالقادم لا يحتاج انتظارا فهو واضح!!!.
يجب أن يسبق المجتمع الدولي ومجلس الأمن والولايات المتحدة الأمريكية، يجب أن يسبقوا ويسابقوا الزمن، وكل يوم يمضي دون وقف إسرائيل عن جرائمها، وحظر جميع مبيعات الأسلحة، وعدم الأخذ بقدسية وحُرمة الأشخاص والمؤسسات مأخذ تطبيق، يجب أن يسبقوا غد الحرب، وحتى يومها بمواقف حاسمة وحازمة ووقف إسرائيل عن جرائمها، ومنعها من كل ما تقوم به وترتكبه من جرائم هي في تزايد بالعدد والإجرام، حتى نصل بشكل عملي وحقيقي لإنهاء التصعيد الإقليمي الخطير الذي تصرّ عليه إسرائيل، متناسية تماما السلام، بل ولم تبق به رمق حياة، وجعلت من الشرق الأوسط مدينة لأشباح الحرب!!!.