الدرع والدوري.. تفاصيل مشابهة والمستوى الحالة الأبرز
كشفت بطولة درع الاتحاد لكرة القدم، تشابها كبيرا مع دوري المحترفين، وبدت على صورة فنية ضعيفة، وتحتاج إلى إعادة دراسة كاملة لواقعها، خصوصا وأن البطولة تعد فرصة لتصويب الأخطاء التي تظهر على أداء الفريق أملا في مستويات فنية أفضل في منافسات الدوري.
بطولة الدرع بمجملها جاءت ضعيفة، لتدني مستوى أكثر من نصف الفرق، والحقيقة أن عددا من الفرق لم تستثمر البطولة في رفع مستوياتها الفنية والاستفادة في تطوير قدراتها وزيادة الانسجام بين اللاعبين، لكن الحقيقة الأكثر مرارة أن أندية أخرى، لم تستغل ظروف فرق الحسين والوحدات والغيابات المؤثرة بسبب تواجد عدد مهم من اللاعبين في صفوف المنتخب الوطني.
الحسين إربد الذي يشارك في الصدارة الثلاثية لدوري المحترفين، ضرب بقوة خلال الجولات الثلاثة الماضية، وسجل العلامة الكاملة برصيد 9 نقاط من 3 انتصارات كبيرة، وطرق مرمى فريق معان بخماسية نظيفة وسط أداء فني جميل وممتع، وبات الفريق على أعتاب الدور الثاني من منافسات البطولة، حيث يتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي، ويملك " الأصفر" أقوى هجوما بعدما سجل لاعبوه 9 أهداف، وبمعدل 3 أهداف في المباراة الواحدة، كما يعد دفاعه الأقوى بالمشاركة مع دفاعي السلط والصريح.
واستعاد الفيصلي الكثير من حضوره الفني وقوته المعروفة، وتجاوز خسارته الأولى أمام الرمثا، بفوزين على مغير السرحان 2-0، والأهلي بهدفين لهدف، ليتزعم فرق المجموعة الأولى برصيد 6 نقاط، وله 5 أهداف وعليه هدفين، ليسير "الأزرق" نحو الدور الثاني بخطوات ثابتة في رحلة البحث عن الاحتفاظ بلقب البطولة.
بدوره، كان الصريح يرد على سيناريو مباراة الدوري مع جاره فريق الرمثا بالصورة نفسها، عندما خطف لاعبه يوسف الرواشدة هدف الفوز الثمين في الوقت بدل الضائع، ليحول الصريح تأخره أمام الرمثا بهدف إلى انتصار بنتيجة 2-1، ويتقدم إلى وصافة الترتيب برصيد 5 نقاط، ويزيد من حظوظه ببلوغ الدور نصف النهائي، ويملك الفريق في رصيده هدفين وعليه هدف.
وأثبت فريق شباب الأردن تحسنه الفني وتطوره من خلال العروض الفنية الجيدة مع الجهاز الفني الجديد بقيادة رائد عساف، وأرسل رسالة قوية للحسين إربد والوحدات بقدرته على المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل للدور نصف النهائي، وساهم انتصاره على فريق شباب العقبة بنتيجة 3-1، بوضعه في المركز الثاني بالمجموعة الأولى برصيد 7 نقاط، بفارق نقطتين عن الحسين المتصدر ونقطة عن الوحدات الثالث.
ويمضي فريق الوحدات في رحلة البحث عن التأهل، وتعويض الخسارة الأولى أمام الحسين، حيث تغلب على الجزيرة بهدف وحيد، ورغم الهدف المتأخر قدم "الأخضر" مباراة جيدة، لكنه ما يزال يحتاج إلى المزيد من عطاء اللاعبين وخصوصا المحترفين، ورفع الوحدات رصيده إلى 6 نقاط في انتظار الجولتين المقبلتين.
وشهدت المباراة قيادة تحكيمية نسوية من خلال حكم الساحة الدولي إسراء مبيضين، والتي نجحت في قيادة اللقاء وسط تجاوب وتعاون مع اللاعبين داخل الملعب.
ويشكل الأهلي الذي يتصدر دوري المحترفين حاليا برصيد 13 نقطة، حالة فنية مختلفة، حيث تلقى "الأبيض" الخسارة أمام فريق الفيصلي بهدف لهدفين، ليتراجع الأهلي إلى المركز الخامس وقبل الأخير بالمجموعة الثانية برصيد نقطتين، وعلى عكس الدوري يعاني الأهلي من ضعف في الناحية الهجومية ولم يسجل لاعبوه غير هدفين، فيما دخل مرماه 3 أهداف.
ويبقى السلط الفريق الوحيد الذي سجل 3 تعادلات، وساهم التعادل الأخير أمام فريق مغير السرحان، في تغيير الجهاز الفني بقيادة ديان صالح، والتعاقد مع المدير الفني الجديد هيثم الشبول، ويعاني الفريق من خلل في المنظومة الهجومية، ولم ينجح لاعبوه في تسجيل أكثر من هدف في 3 لقاءات، لكنه جيد في الناحية الدفاعية ويعد مع الحسين والصريح أفضل الفرق دفاعيا.
وبعد مرور 3 جولات ظلت فرق مغير السرحان برصيد نقطيين، ومعان وشباب العقبة والجزيرة، برصيد نقطة واحدة، ولم تتذوق مع فريق السلط طعم الفوز في منافسات البطولة حتى الآن.
ويرى المتابع كامل سلامة، أن بطولة الدرع لم تقدم واقعا فنيا مختلفا عن الذي تقدمه في الدوري، حيث المستويات الفنية ثابتة باستثناء فريق الأهلي، الذي لم يقدم في البطولة ما يقدمه في الدوري من مستوى فني جيد.
وأضاف: "عند النظر إلى ترتيب الدوري تجد تشابها مع واقع مباريات الدرع، ورغم غياب لاعبي المنتخب عن فرق الحسين إربد والوحدات والفيصلي، أثبت الثلاثي أنه يملك البديل الجاهز وخصوصا فريق الحسين، الذي قدم كوكبة من اللاعبين المميزين".
وتمنى المتابع محمد صقر الجبور على الأجهزة الفنية الاستفادة من بطولة الدرع في تحسين الصورة الفنية، وعدم الاعتماد على الجوانب الدفاعية فقط، والعمل على اللعب بطرق هجومية.
وأردف: "أستغرب أن مستويات الفرق في بطولة الدرع هي نفسها في بطولة الدوري، من دون خيارات فنية جديدة باستثناء عدد من الفرق التي تبحث عن المنافسة على اللقب، والأرقام والنتائج والمستويات الفنية، تدل على أن بطولة الدرع لم تزد من القدرات الفنية للعديد من الفرق".