لأكثر قوة والاصدق عملاً..
د. عبدالحكيم القرالة
على عهده ووعده بقي الاردن المدافع القوي عن قضيته المركزية منذ ما يربو على خمسة وسبعين عاما دون تلكؤ او تردد،،بذات العزيمة والاصرار والعمل الدؤوب الى ان تعاد الحقوق لاصحابها وصولا لدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، ما يجسد عقيدة أردنية راسخة وثابتة بوصلتها فلسطين وتاجها القدس
قبل عام بدأت الة الحرب الاسرائيلية المجرمة استهداف الاشقاء في غزة منتهجين كل سبل العنف والابادة والاجرام والتدمير وقطع كل سبل الحياة حتى اضحت غزة موطناً لاكبر كارثة انسانية شهدها التاريخ سطرتها انتهاكات صارخة لكل المواثيق والاعراف والقيم والاخلاق..
منذ ذلك اليوم استنفرت الدبلوماسية الاردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني كافة طاقاتها وامكانياتها لوضع المجتمع الدولي والشرعية الدولية بمؤسساتها ومواثيقها امام مسؤولياتها القانونية والاخلاقية والانسانية لضرورة التحرك الفوري لايقاف هذه الحرب الغاشمة ومساعدة الاهل في غزة في ظل حالة من التقاعس والصمت حيال ما يجري.
دبلوماسية اردنية قوية ومكثفة وفاعلة كان نهج عمل جلالة الملك عبدالله الثاني في التواصل مع مختلف عواصم صنع القرار الدولي لابصارهم على ان ما يجري في غزة جرائم حرب وابادة لا يمكن السكوت عليها ما يتطلب تظافر الجهود لتجاوز هذه الازمة واكلافها الباهظة انسانيا وامنيا على المنطقة والعالم..
دبلوماسية ملكية محنكة ومؤثرة قادها جلالته بالتواصل مع جميع الاطراف لحشد دعم دولي لدعم الحق الفلسطيني عبر وقف فوري لهذا العنف ومأسسة وتنظيم الجهود الاغاثية والانسانية وفتح افق سياسي يقوم على احياء عملية السلام وصولا لسلام عادل وشامل وفق حل الدولتين..
وفي هذا قام جلالته عبر عام بـ 30 زيارة عمل سياسية لعواصم صنع القرار، وعقد 180 لقاءا ثنائياً وأجرى 90 اتصالا هاتفيا مع قادة ورؤساء دول ومنظمات لدعم الحق الفلسطيني ووضع الجميع في صورة الاوضاع الكارثية وتفنيد الرواية الاسرائيلية المكذوبة وفضح جرائم وممارسات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني .
جلالته استثمر المكانة الرفيعه والثقة الكبيرة التي يتمتع بها في الاوساط الاقليمية والدولية لحمل رواية الحق الفلسطيني الى جميع الاطراف المعنية ما احدث اختراقات ايجابية انتجت تغييراً و تحولاً في عديد المواقف نحو دعم قضية الحق الفلسطيني .
الموقف الاردني القوي والمتقدم لم يقتصر على الجهود السياسية والدبلوماسية والقانونية بل قاد بالتوازي جهد دولي لتنظيم ومأسسة الجهود الاغاثية والانسانية الدولية للاستحابة الطارئة لهذا الظرف المؤلم الذي يعيشه الاشقاء في غزة،، فضلا عن ايصال المساعدات برا وعبر الانزالات الجوية وعقد مؤتمر دولي مهم لتنظيم ووضع خارطة طريق للتعاطي مع الكارثة الانية والتأسيس لاعادة اعمار غزة..
سيبقى الاردن بقيادة جلالة الملك حامل راية الدفاع عن الحق الفلسطيني ،بكل عزم وحزم عبر دبلوماسية مكثفة ودؤوبة جوهرها "القوة والجرأة" الى أن يتحمل الجميع مسؤولياته لرفع هذا الغمة عن الاشقاء ويتحقق المراد باعادة الحقوق المشروعة لاصحابها .