كيفية الحفاظ على الصحة النفسية في ظل اندلاع الحرب؟

يمر الفرد جراء اندلاع الحروب بأسوأ حالاته النفسية إزاء تهديد حياته وحياة أسرته بالخطر أو تدمير منزله ومحو ذكرياته، بالإضافة إلى ما يشهده من أهوال الحرب من قتلى وجرحى، وهو ما قد يفوق قدرته على التحمل. ربما لا يسع الإنسان في هذه الظروف الصعبة سوى التحلي بالصبر والإيمان والعمل على الحفاظ على صحته النفسية، أملًا في النجاة من الحرب بأقل خسائر ممكنة.

يوضح هذا المقال نصائح وإرشادات تساعد في الحفاظ على الصحة النفسية أثناء الحرب، وكيف يمكن التعامل مع حالة الذعر والخوف الشديد، بالإضافة إلى أساليب تفيد في الحد من آثار الحروب السلبية على الصحة النفسية.

الآثار النفسية للحروب

لا يقتصر أذى الحروب على الإصابات البدنية بل يمتد إلى التأثير على الحالة النفسية، ففقدان الشخص لأحبائه ورؤية القتلى والجرحى والأشلاء وقصف المنازل وغير ذلك من كوارث الحروب يجعله في حالة من الذهول والفزع.

تأثرًا بالأحداث المروعة، ويظهر ذلك في صورة الخوف وإنكار وقوع الحدث، والارتباك وصعوبة التركيز، وكذلك تسارع ضربات القلب والارتجاف وأوجاع الجسم.

قد تختفي التأثيرات النفسية للحروب في غضون فترة قصيرة خاصة عند اتباع النصائح التي تساعد في الحفاظ على الصحة النفسية أثناء الحرب، بينما في بعض الحالات يمكن أن تمتد إلى ما بعد النجاة منها، حيث يبدأ فصل آخر من المعاناة بسبب الجروح النفسية العميقة التي خلفتها الحرب نتيجة ما شهده الفرد من أهوالها المروعة، وما يتبع ذلك من تفاقم الضغوطات التي أصبحت على عاتقه من التزامات مالية لإعالة أسرته وتأمين لقمة العيش.

يمكن أن تؤدي الحروب في بعض الحالات إلى الإصابة باضطرابات نفسية تستمر فترة طويلة، ولهذا يوصى جميع من عايشوا الحرب مراجعة طبيب نفسي عندما تسنح الفرصة لذلك للاطمئنان على صحتهم النفسية وتلقي العلاج اللازم.

تشمل أبرز النصائح للحفاظ على الصحة النفسية أثناء الحرب ما يلي:

1- البقاء على تواصل مع الأشخاص المحيطين وتجنب الانعزال

2- الحد من التعرض للأخبار أو مشاهدة الصور والفيديوهات المؤلمة مرارًا وتكرارًا لتجنب تفاقم الألم، والاكتفاء بمعرفة الأخبار المهمة والمصيرية من مصادر موثوقة.

3- الفضفضة مع الآخرين والتعبير عن المشاعر التي تسيطر على الشخص في هذه اللحظة للتخفيف من الألم النفسي، ولا بأس من طلب المساعدة من رجال الدين أو المختصين النفسيين لبث الطمأنينة والمساعدة على تمالك النفس في هذه الظروف.

4- قضاء الوقت مع العائلة والأحباء وعناقهم وبث الأمل والتفاؤل في نفوسهم للحفاظ على صحتهم النفسية أثناء الحرب، ولا بأس من استعادة الذكريات الجميلة معًا وتخيل الحياة بعد انتهاء الحرب، والمشاركة في جميع المهام اليومية معًا.

5- مؤازرة الآخرين ومواساتهم فالكل يتشارك نفس الألم.

6- التطوع لمساعدة الغير فالجميع يكون في أمس الحاجة إلى ذلك، كما أن مساعدة الآخرين يولِّد شعورًا بالرضا ويعزز القدرة على المقاومة.

الحرص على الحصول على فترة من الراحة كلما سنحت الفرصة، ويعد ذلك من الوسائل المهمة في الحفاظ على الصحة النفسية أثناء الحرب لإعطاء الجسم فرصة للتعافي من الضغط النفسي والبدني الهائل الذي يتعرض له الشخص.