الفقر والشركات وبطلات الاغوار

محمد العشيبات  - استوقفني اليوم تقرير لجريدة الغد في ملحق التحدي تحت عنوان " النقع من تقاسم تكلفة المواصلات الى تصدر مشهد طائرة الشابات " التقرير كان يسلط الضوء على معاناة مجموعة من فتيات الاغوار الجنوبية من منطقة النقع استطعن رغم غياب الدعم والاهتمام الى حصولهن للمرة الثانية على التوالي على دوري الشابات لكرة الطائرة على مستوى المملكة. 

وهنا السؤال المحزن دائما لماذا يرتبط أي انجاز لأبناء الاغوار بالفقر والحرمان والتهميش والاقصاء ويتوقف الدعم دائما عندهن ان متأكد انهن لا يردن ملابس رياضية من أفخم الماركات العالمية او سيارات ذات الدفع الرباعي لنقلهن الى المدينة الرياضية او ان يتناولن وجبة في احدى الفنادق الضخمة على شواطئ البحر الميت عند عودتهن من العاصمة عمان او معسكر تدريب في أحدى الدول الخارجية.

بطلات النقع بحاجة لتكريمهن لانهن استطعن ليس الفوز ببطولة المملكة للطائرة بل لانهن اظهرن حجم الإهمال والتقصير من الجميع في منطقة تعاني منذ تأسيس امارة شرق الأردن على الرغم من وجود أكبر الشركات المتواجدة في دعم الأندية والملتقيات والماراثونات خارج الاغوار ومتناسية ان هناك بطلات وابطال من المتضررين يقطنون على بعد أمتار منها.

وهنا استذكر كلمات للكاتب فهد الخيطان قالها قبل ستة أعوام في مقال له تحت عنوان " ماذا لو كان الضحايا من غير الغوارنة " وتناول الخيطان حالة التهميش التي تعرض لها اهلي في الاغوار وهو يوصف مأساة عائلات الضحايا بجانب فقرهم انهم أيضا من " الغوارنه " وبنظر قطاع اجتماع عريض من المسؤولين والناس على انهم مواطنون من الدرجة الخامسة ليس الخيطان فقط من صنف التعامل مع " الغوارنة " من أي درجة فهناك الزميل مهند مبيضين وصف التعامل من قبل المسؤلين مع "الغوارنة" من الدرجة الثالثة في احدى مقالاته وهنا كان كل من الكاتبين يحاولون توجيه رسالة قاسية للدولة اننا جميعا قصرنا في فئة اجتماعية تتساوى معنا بالحقوق والواجبات التي كفلها لنا الدستور في دولة على أبواب المئوية الثانية .

والسؤال المتكرر دائما لأبناء الاغوار هل نحن دائما بحاجة الى زيارات من جلالة الملك عبد الله الثاني وولي العهد لكي يهتم المسؤولين بالأغوار خصوصا إدارات الشركات الكبرى في المنطقة التي نتمنى ان تعطي الاهتمام والدعم لأبناء الاغوار الابطال.