أين رحلت ليالي الزمن الجميل؟
تطرق الكاتب بيل عماري الى ليالي الزمن الجميل والمحبة والعلاقات القوية والعائلات التى تحب بعضها بعض والتعاون بين الجيران والبساطة بيوت الناس الي بتحب بعضها لا
حسد ولا عتب وقال :ــ
وانت ماشي بزواريبها
تسمع صوت كوثر النشاشيبي ورسائل شوق وجايبلي سلام
وتسمع صوت هدى السادات وما يطلبه المستمعين
وفيروز راجعين يا هوا راجعين
ولقاء الظهيرة مع محمود ابو عبيد ونبيلة السلاخ
والدنيا ربيع والجو بديع
وصيف يا صيف
ومجلة الاثير واقلب الصفحة
وهنا عمان
بتسمعهم من شباك مطبخ
وبكل حارة بي مدرسة
وع الصبح الطلبة بنشدو أناشيد
خافقاً بالمعالي والمنى
وموطني
ونحن الشباب لنا الغد
ومنشوف النسوان حد العتبات بنقبن ملوخية وبقمعن باميا وسدر رز مصري وعدس يتنقى وركوة قهوة وطقطقة فناجين
بتمر من الزواريب وبتشم
ريحة سليقة بساحة وحطب ونار وقدر وبرميل
بتعرف شو طابخة ام عودة وام سلامة وام الياس وام عز الدين
ريحة ملوخية ع مقلوبة ع تقلاية باميا وكعاكيل. وفطاير زعتر وسبانخ
ومنسف ومحاشي كوسا ويقطين
وحتى السلطة بتشم ريحة الخيار والبندورة
وريحة تشقيح بطيخة
وتحميص بزر بطيخ
وحتى صاحب البيت الرايح على الحسبة وراجع بتشم ريحة التفاح اللبناني والموز ابو نملة والمشمش الحموي من الأكياس الي يحملها
وكان بكل حارة فران والخبز من قمح بلادنا وتفحفح ريحة الخبز المشروح وقراص العيد بالحارة ولا ننسى الكعك والمعمول وريحة المستكا والمحلب واليانسون
وريحة بوكس التين الخضاري والعنب المرصرص والفقوس القاعد حد بسطات الدكاكين
وع قول فيروز نحنا والقمر جيران
ونصاحب بالربيع زهر الدحنون والاقحوان
وكل عرس بالحارة نشتم ريحة الملبس ع لوز
تزين سيارة العرس بالقطن الملون والشبرات
وحتى البلالين مربوطة للانتينات
وكل عرس بيه دبكة
وجوفية يا بو رشيدة وقرا وتعاليل
وتوزيع مطبقيات
كل نجاح كنافة بقلاوة فرضتها كبيرة وناشد وسلفانا وتوفي دانتي الجاي من عند البريطانين
ونواقيط ساعة جوفيال وسيكو وقميص وكرافتة وزرار قمصان ذهبية وفضية
وكانت الامثال تتطبق ع الواقع
الجار قبل الدار
ورغيف الخبز قرضة بين الجيران
وشجرة التوت الي بالدار ربعها لاهل الدار
والباقي للجيران
وصحن رايح وصحن جاي
معبى منسف ليرجع كلاج
وبالعرس كراسي الحارة للعرس والزوار
وجرة ملفوفة بخيش بحد كل دار
والمية بوز في آب وتموز
بحارتنا كنا نسمع بياع الكعك
ع الصبح كعك وبيض يا كريم
ولوز أخضر جاي من البساتين
وحاملة وقشطة بالعسل
وبراد وأيمة بوزة ومرات بيقولوا عنها دندرمة ولا ننسى الاسكيمو
احمر وكمان تلاوين
ولما أجا التلفزيون كل الحارة
تحضر بنت الحتة وع فارس ونجود معزومين
والشمس كانت حلوة بحارتنا
واول شتوة كمان
وربيع حارتنا حلو بنيسان
والورد الجوري زرر
وبالشتا نزل الشمندر والبرتقان
وصوبات البواري تتركب
وريحة العدس صار الها ملعب
والمزاريب صارت تشقع
وطنبر الكاز مرق
ونغني يا رب تشتي تشتي
ونشوي على الصوبة بلوط
وكستنا ونخلي الخبز مقمر
ونلبس الصوف وجاكيت
يحمينا من البردي
وبكل حوش بيه دالية بيها قطوف عنب
اشقر مثل الذهب
وبتغني فيروز
يا بيوت الْـ بيحبّونا
يا تراب اللّي سَبَقونا
بيوت الناس الي بتحب بعضها لا
حسد ولا عتب
والجار لو جار
وهسا لا جار بيلد على جار
ولا بيقولوا كيفك يا جار
ولا حتى كيف حالك ياجار