الشراكة الأميركية الإسرائيلية

حمادة فراعنة

الحلقة الثالثة

 في 15 كانون الثاني يناير 2021، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن إجراء تغيير في خطة «القيادة الموحدة» تقتضي نقل المستعمرة الإسرائيلية من منطقة عمليات «القيادة الأميركية الأوروبية يوكوم Eucom» إلى منطقة عمليات «القيادة المركزية الأميركية سينتكوم Centcom» والهدف من ذلك التحول والنقل تسهيل التعاون الأمني العسكري الثنائي والإقليمي وتقاسم الأعباء بين الأطراف، لمواجهة التحديات المشتركة في منطقة الشرق الأوسط، وتحفيز التعاون الثنائي والاقليمي ضد إيران من قبل الأطراف المختلفة، ونتيجة التغيير السياسي والانحيازات المستجدة.

وطوال عشرات السنين التي سبقت هذا التحول، كانت «اليوكوم» هي التي تعمل على المساعدة في حماية المستعمرة، بينما كان مصدر التهديدات نحوها يأتي من منطقة عمليات «السينتكوم»: من فلسطين وإيران ولبنان وسوريا واليمن والعراق.

ولذلك لم يكن هذا القرار بمثابة تحول إجرائي، بل بسبب عوامل فرضتها عناوين الصدام والحروب في المنطقة العربية ومحيطها، مما يستوجب هذا التحول، المساهمة المباشرة لحماية المستعمرة من أية تهديدات يمكن أن تتعرض لها، وفق المصالح الأميركية ووظائف الجيش الأميركي العملياتية، وبذلك «بات الجيش الإسرائيلي جزءاً لا يتجزأ من شراكة عسكرية ضخمة» وفق تلخيص الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت في معاريف العبرية.

في التدقيق بملف الجيش الأميركي تُقسم قياداته الميدانية إلى سبعة أقاليم هي: القيادة الوسطى، الشمالية، الأوروبية، الهندية، الباسيفيكية، الجنوبية والافريقية، وأخيراً أُضيفت لها قيادة الفضاء والمجال السيبراني، وتم رسمياً تحديد مهام الجيش الأميركي في منطقتنا العربية نحو المهام الرئيسية التالية:

ردع إيران، مكافحة المنظمات المتطرفة العنيفة (مثل داعش والقاعدة)، التنافس الاستراتيجي مع الهياكل الإقليمية، الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل، أنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار «المُسيرات»، ومنذ عملية 7 أكتوبر 2023، تم تشكيل أربع هيئات وظيفية «للقيادة الوسطى سينتكوم» هي :

«العمليات الخاصة، النقل، الاستراتيجية والمجال السيبراني» وبذلك ونظراً لتابعية جيش المستعمرة لهذه القوات الأميركية، فهي مستفيدة من كل فعالياتها وقدراتها ومعلوماتها الاستخبارية والسيبرانية-التكنولوجية»، ويمكنني تلخيص مكانة الجيش الإسرائيلي ووصفه على أنه بمثابة كتيبة أو لواء يتبع الجيش الأميركي، وهذا بالضرورة يفرض على الجيش الإسرائيلي عدم تنفيذ أية مهام خارج فلسطين بدون تعليمات وموافقة الجيش الأميركي مسبقاً، والاستفادة مما يوفره من قدرات وتفوق وإمكانات لصالح المستعمرة الإسرائيلية، خاصة وأن «القيادة الوسطى» للجيش الأميركي أقامت لها داخل إحدى قواعد الجيش الإسرائيلي، بهدف إدارة العمليات المشتركة بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي، وأدى هذا إلى توفر قناة اتصال دائمة بين وزيري الدفاع، وبين قيادتي الجيشين، وهذا ما نراه ونتابعه في الزيارات العسكرية الرسمية للطرفين لبعضهما البعض، خاصة من قبل قيادة الجيش الأميركي لمتابعة ما يجري في فلسطين وما حولها، منذ عملية 7 أكتوبر 2023، وإلى الآن بعد سلسلة العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله ولبنان.