"الميدان ثم العمل".. الرئيس حسان يُبرمج المرحلة الصعبة كما وجه الملك

نضال الفراعنة 

تكتيك رئيس الوزراء جعفر حسان ليس غريبًا، ولا يمكن التعامل معه على أنه "حالة غير مألوفة"، لأن هذا الطبيعي في وقت كان ينتهج من سبقه لغة التصريحات المزخرفة، وأكل الحلاوة بعقول المواطنين"، حسان الذي كان مديرًا لمكتب جلالة الملك وسبق أن كان في لب التشكيلة الحكومية عندما كان وزيرًا للتخطيط، يفهم جيدًا ما يريده الشارع ، ولا يريد إطلاقًا الاشتباك العاطفي مع أحد، على اعتبار أنه ومنذ البداية كان واضحًا في توجيهاته "الميدان ثم العمل". 

حسان جاء في مرحلة ولادة من الخاصرة، وتوقيت صعب عليه الكثير من التعويل بجرف المخلفات السابقة والبناء على القليل منها في مرحلة أخذت الطابع الحزبي الذي احتك بالأوضاع الاقتصادية والزحمة في الصالونات السياسية وحتى الشعبية، و"الحركشة" كانت تطال صناع القرار كثيرًا لفهم من الرجل القادم الذي سيدير المرحلة متعددة الأوجه، ليقع الاختيار الأنسب وفق الإرادة الملكية على جعفر حسان الذي بدأ يُطبق سياسة النزول إلى الميدان مبكرًا، والأهم أنه يتابع ويشغل نفسه ومن حوله بالعمل ولا يجد وقتًا للرد على الانتقادات والمهاترات إلا بالعمل والتوجيهات، أي بالعُرف الكلامي "خيرُ الكلام ما قل ودل" . 

الأمر لم يقف على الزيارات الميدانية والتوجيهات ، فبداية حسان كانت قوية بالاختلاط المباشر ودون حدود مع الأحزاب والنواب، وهي مرحلة تمهيدية لشكل العلاقة التي ستولد بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في ظل وجود تركيبة تتألف من 138 نائبًا من أمزجة وعقليات ومرجعيات لا يجمعها مقولة لم الشامي على المغربي حتى، إذ إن الرئيس القادم من خلفية منفتحة كثيرًا، يدرك أن الأمر لن يكون سهلًا لكنه أعطى منذ البداية أدوات التواصل اللين، واستخدم سياسية الباب المفتوح مع الجميع دون الالتفات لاعتبارات لن تخدم المرحلة.