سيادة الأردن "تبصق" في وجه أي نمردة .. لسنا ساحة حرب أو "بوز مدفع"

فرح سمحان 


ليلة دراماتيكية متعددة الأقطاب مرت على الأردنيين الذين سبق وشهدوا السيناريو ذاته قبل بضعة أشهر من العام الحالي، عندما قررت إيران إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وكانت الدبلوماسية الأردنية بالمرصاد حينما اختلط الأمر وتلخبطت الأوراق السياسية التي تناست أن الأردن وموقفه تجاه القضية الفلسطينية لا علاقة له بجعل سماء المملكة ساحة تخليص حسابات، أي لا يمكن الربط بين الدفاع واتخاذ الموقف الحاسم وهذا لا لبس فيه، وبين الرد على محاولات اغتيال السيادة التي من شأنها قلب الطاولة على الجميع. 

أمس شهدت سماء المملكة إطلاق مئات الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة، والرد الإيراني كان متوقعًا، وأعلن على لسان مسؤولين أمريكيين قبل ساعات، في وقت يُفهم فيه أن القوات المسلحة الأردنية جاهزة ومتيقظة للرد السريع في كل الأوقات ولا تنتظر إشارات أو إملاءات عسكرية من أحد، ثم كانت ردود الفعل الشعبية الأكثر فرحًا بضرب إسرائيل واثقة متيقنة أن الأردن لن يمسها مكروه طالما أن الجيش حاضر وبقوة، الأمر الذي يثبت حقًا أن الثقة العمياء بالمؤسسة العسكرية والأمنية الأردنية بمكانها. 
 
 الملك رأس الدولة الأردنية أكد صراحة وبما يقطع دابر التكهنات التي تشكك بقدرة الأردن على الردع ، أن المملكة ليست طرفًا في الحرب مع أحد ولن تكون ساحة معركة ، وسلامة الشعب خطًا أحمر، ولكن الدخول في خط السياسة بالمقلوب يستدعي تقليم الأظافر بغض النظر عن الأطراف ، هذه هي الرسالة التي سيؤكدها الأردن وبأذرعه الدبلوماسية كافة. 

صحيح أن هناك من يصطادون في الماء العكر من أجل تشويه الموقف الأردني لا سيما وأن التعامل الشعبي مع ضرب إسرائيل يأخذ اعتبارات عاطفية ، والبعض يعتبر ردعه خروجًا عن المألوف، لكن السردية السياسية الأردنية واضحة جدًا بشأن السيادة وفصلها عن الموقف الداعم للأحداث في الضفة الغربية وقطاع غزة، وليس منطقيًا بعد التنازلات التي قدمها الأردن من أجل القضية، والتي لا تمس سيادته طبعًا، أن بتم التشكيك بعقليته التي جردت الاحتلال من كيانه أمام العالم، نكرر ما حدث من اعتراض للصواريخ الإيرانية أمس حق مشروع، ولا يتعارض قط مع رأي الأردن الواضح تجاه الأحداث.