قوةُ إسرائيل المفرطة تعصِف بأمنها !!
محمد داودية
أدخل الكيانُ الإسرائيلي الإقليمَ وأدخل نفسَه، في حلقة نار ودمار جديدة، ساحتها لبنان وبعض سورية، إضافةً إلى حلقتي النار الدائمتين، اللتين يضرمهما الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة !!
لا جديدَ من كيانٍ قائم على العسكرة والغزو والتوسع وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية !!
لقد أصبح الكيان الإسرائيلي، بفعل الحماية والرعاية الأميركية، السياسية والمالية والإعلامية والعسكرية، تِنينًا ينفث الإرهاب والموت والشر !!
المجتمع الإسرائيلي، مجتمع عسكري حربي، خِلافًا لكل المجتمعات البشرية، الكلّ جنودٌ تحت السلاح، لا يخلعون البزّة العسكرية ولا البسطار ولا الخوذة، ولا ترتخي أكفهم عن العوزي، ولا يغادرون الملاجئ والميركافا والقاصفات !!
عقيدة اللجوء إلى القوة، تغري الكيانَ الإسرائيلي بالتوسع، وتزيّن له المزيد من العدوان والاحتلال، وهي عقيدة دينية- سياسية، ستظل تجر إلى آفاق تطرفٍ أعلى، وستظل تُحوّل من يعتمد عليها فقط، إلى وحوش وسفاحين و»شرّيبة دم» منبوذين !!
وحيث يتوفر فيض من القوة، فإن الطغمة الإسرائيلية الحاكمة، ستغلق ولن تفتح أي مسارات للسلام.
حجبت فتنةُ القوة وزهوُها، عن قادة الكيان الإسرائيلي، الحكمةَ، فأصبح من الطبيعي أن تغريهم باستخدام المزيد من القوة، وأن تجعل ضرام النار في إقليمنا مستدامًا، لا يخبو.
وكما هو الانقسام السياسي الفلسطيني فإن انقسام المجتمع اللبناني انقسامًا واضحًا، سياسيًا وطائفيًا، هو من عوامل الضعف الخطير الذي يصب في طاحونة الكيان العدواني الإسرائيلي .
فحزب الله الذي يطرح شعار «وحدة الساحات»، لم يجد عند «حزّها ولزّها»، ساحتَه اللبنانية واحدةً موحدة خلفه !!
ومن دواعي الأسف أنه كان واضحًا للجميع، أن حزب الله اللبناني هو دولة فوق الدولة والجيش والحكومة، وفصيل من الحرس الثوري الإيراني، وتجلى ذلك في الدور المدمر الذي تم تكليفه به في سورية.
يُدْخِل كيانُ العدوان الإسرائيلي الإقليمَ، في دوامة دم جديدة، سيكون حاله فيها، مشابهًا لحاله في مواجهة أبطال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.