سياسيون: الملك يؤكد الحق الفلسطيني عالميًا

 استعد الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني للمرحلة التي رآها الأخطر منذ عشرات السنين بثوابت واضحة وضعها جلالته على منابر عالمية منذ أشهر، إن لم يكن منذ سنين، تأسست على أن السلام يجب أن يكون هو النهج السائد ودون استثناء، حتى لا تبقى المنطقة وظروف العالم بأسره على فوهة بركان أزمات يمكن أن تشتعل في أي لحظة، تجمد خطى التقدم وتؤخر أدوات الإنجاز، تحرق ولا تبني.

في أي قراءة لمبادرات الأردن دعما للحق الفلسطيني، ووقف الحرب على الأهل في غزة، وإيصال المساعدات، ودعم وإغاثة الغزيين، نحتاج وقتا على الوقت، وزمنا على الزمن، فهي مبادرات بدأت ولم تنته، ولن تنتهي، مبادرات إنسانية وسياسية ودبلوماسية على مستوى دولي، لوقف العدوان على قطاع غزة ولبنان، والتصعيد الخطير الذي تشهده الضفة الغربية، وضمان إيصال المساعدات الكافية والمستدامة إلى جميع أنحاء القطاع، وتعزيز صمود الغزيين على أرضهم لإغلاق أي درب للتهجير، علاوة على فرض الحقيقة الفلسطينية وفرض السردية الحقيقية التي تفضح السردية الإسرائيلية في خطاب متزن عقلاني حكيم، وبطبيعة الحال الحث على وجود جسر من المساعدات يضمن وصولها للأهل في غزة برؤى عميقة ببعدها الإنساني والسياسي.

وطالما أكد جلالة الملك أن الأردن يقف «بثبات ضد الحرب على غزة والاعتداءات في الضفة الغربية والقدس الشريف»، وأننا «نعمل بكل طاقتنا من خلال تحركات عربية ودولية لحماية الشعب الفلسطيني، ووقف الاعتداءات والانتهاكات الصارخة للمبادئ الإنسانية والقانون الدولي. وسنبقى دوما، السند الأمين لأشقائنا في فلسطين»، هي الثوابت الأردنية التي لم تغب يوما عن أجندة جلالة الملك وستبقى حاضرة يضعها جلالته أمام العالم ويكلف بها الحكومة، لجهة بقاء الأردن السند الأمين للفلسطينيين.

سياسيون أكدوا لـ»الدستور» أن مبادرات ورؤى الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني سياسيا ودبلوماسيا وإنسانيا وإغاثيا وضعت خطوطا عريضة لتحقيق السلام العادل والشامل، وأوجدت ما يضمن مواجهة كل ما من شأنه الإساءة للأمن القومي الأردني وعنوانه التهجير، علاوة على السعي العملي لمنح الشعب الفلسطيني حقه وفقا للقانون الدولي، وحماية المقدسات.

وقدم المتحدثون قراءة تحليلية لأهمية المبادرات الأردنية بقيادة جلالة الملك دعما للقضية الفلسطينية ووقف الحرب على أهلنا في غزة، ووقف التصعيد الخطير في الضفة الغربية والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، مشيرين إلى أن الأردن وضع مبادرات عظيمة وعبقرية في المحافل الدولية، فرضت الواقع الفلسطيني والحق الفلسطيني عالميا وجعلته أولوية وبرؤى حقيقية وعملية.

 فيصل الشبول

الوزير الأسبق فيصل الشبول، قال إن المبادرات الأردنية للقضية الفلسطينية مهمة جدا، وأحدثها خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فلم يتطرق جلالته سوى إلى القضية الفلسطينية، بمعنى أن جلالته أوضح أن كل ما نواجهه وتواجهه المنطقة حتى قضية اللجوء والصعوبات الاقتصادية والتوترات التي تمسنا سببها بشكل مباشر الاحتلال، فكان حديث جلالته فقط عن القضية الفلسطينية ووضع كافة هذه الجوانب أمام دول العالم، وتحدث جلالته أن هذه المؤسسة الدولية التي أنشئت منذ عشرات السنين كمؤسسة تحيي السلام وتحققه، قرارتها لا تنفذ، وما تزال أقدم قضية في العالم لم تحل، وما تزال المنطقة دون سلام.

وأضاف الشبول أن الأردن منذ السابع من تشرين الأول 2023 سار في رؤى واضحة لدعم الأهل في غزة، ودحض الرواية الإسرائيلية وعمل على فضح سياسات التطرف الإسرائيلية وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يعد أكثر تطرفا من وزرائه هو من لا يسعى للسلام، واخترق الأردن كافة الصعوبات في إيصال المساعدات للغزيين برا وجوا، وقدم الدعم الإغاثي والإنساني، ووضع حدا للتهجير، الذي وضعته إسرائيل كجزء من الحل فتمكن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني من تغيير مواقف الكثير من دول العالم تغييرا إيجابيا لصالح القضية الفلسطينية، واليوم الكثير من الدول الأوروبية تغيرت مواقفها باتجاه إيجابي بعدة سياسات ومواقف من فلسطين.

 صخر دودين

الوزير الأسبق المهندس صخر دودين قال إن المبادرات الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني دعمت القضية الفلسطينية، وعززت من صمود الأهل في غزة، ووضعت خطا أحمر أمام التهجير، وإن جلالته طالما حمّل العالم مسؤولياته حيال القضية الفلسطينية.

وبين دودين أن جلالة الملك سعى دوما بصفته الوصي الهاشمي التاريخي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس إلى الحفاظ على الوضع التاريخي القائم للمدينة المقدسة، مدافعا وحاميا للمقدسات، إضافة إلى ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار على غزة، وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية والإغاثية، وفي ذلك حرص من جلالته على تعزيز صمود الغزيين على أرضهم.
وأشار دودين إلى أن جلالة الملك طالما وضع العالم بصورة أن السلام بأشكاله المختلفة لم يساهم إلى الآن في إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وأنه لا بد من الاحتكام لقرارات الشرعية الدولية القاضية بحل الدولتين، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال دودين: علاوة على أن جلالته وضع العالم أمام مسؤولياته من القضية الفلسطينية، فقد كاد جلالته ينعى الأمم المتحدة في خطابه لأن إسرائيل تجاوزت كل القوانين الدولية في عدوانها على غزة، وجلالته كانت لغة جسده تعطي من يستمع إليه معنى ما سيقول بوجود غضب كبير لما يحدث في غزة.

 عمر العياصرة

رئيس مجلس إدارة جريدة «الدستور»، النائب السابق عمر العياصرة قال إن الأردن يعتقد أن ما يجري في المنطقة خطير، وتتجه الأمور لمواجهة شاملة وبما يضر بمصالح الشعب الفلسطيني، وبما يسيء للأمن القومي الأردني من خلال التهجير كعنوان عريض.
ولفت العياصرة إلى أن الأردن يطلق مبادراته على قاعدة أن أساس المشاكل الاحتلال الذي يحفر عميقا لهذه المشاكل في المنطقة، وهو السبب الأساسي لها، ولتحقيق السلام العادل ووقف الحرائق يجب أن تعطي الفلسطيني حقوقه، ولا بد من وقف إطلاق النار، كأهم وسائل تهدئة الوضع في المنطقة، فالمسار السياسي الذي ترتكز عليه مبادراته وخطابه يقوم على هذه الأسس.

وبين العياصرة أن من أهم مبادرات الأردن ما قام به جلالة الملك من مقاربة بفضح السردية الإسرائيلية، مقدما السردية الفلسطينية الحقيقية، وسعي الأردن لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وقد طرحها جلالة الملك قبل أيام أمام الأمم المتحدة، علاوة على طرح جلالة الملك لوجود الجسر الإنساني، وفي هذا الجانب غايات للأردن منها بعدها الإنساني، وبعد عميق سياسي بتشبث الفلسطيني بأرضه ومنع التهجير.

 سعيد المصري

الوزير الأسبق المهندس سعيد المصري قال إن الدعم الأردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني للقضية الفلسطينية مستمر، لم ولن يتوقف، وهذا الدعم متطور في كل مرحلة وكل الظروف، ومؤخرا علا صوت جلالة الملك في خطاب ناري في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسبق ذلك كتاب التكليف السامي لحكومة الدكتور جعفر حسان لتبقى فلسطين وغزة أساسا وأولوية أردنية يسعى من خلالها لتقديم الدعم والسند للأهل في فلسطين.

وشدد المصري على أن الأردن بقيادة جلالة الملك هو الداعم الحقيقي والسند الذي يعول عليه الفلسطينيون في الكثير من القضايا سياسيا وكذلك اقتصاديا، مبينا أن قوة الأردن قوة لفلسطين، وفي هذه القوة تعزيز للأمل الفلسطيني بتحقيق السلام العادل والشامل، لافتا إلى أهمية المبادرات الأردنية لدعم القضية الفلسطينية بكافة المجالات والتي كان لها الأثر الأكبر في حضور فلسطين على محافل دولية أحدثها في خطاب جلالة الملك التاريخي خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما تحدث به جلالته من وضوح وجرأة حول فلسطين ومخاطبة إسرائيل بضرورة وقف حربها على غزة وتصعيدها في الضفة الغربية والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.

الدستور- نيفين عبد الهادي