حماس وحزب الله المشهد والظروف نفسها
نسيم عنيزات
لقد استغل رئيس حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي الفرصة واستفاد من الظروف لتحقيق اهدافه التوسعية والتهجيرية.
ومنذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي وبعد ان استوعبت دولة الاحتلال الصدمة، كشفت عن انيابها وأخرجت مخططاتها من ادراجها وذهبت إلى تنفيذها وصولا إلى أهدافها التي اصبحت الان اكثر وضوحا وأقل غموضا.
وقد استفادت دولة الاحتلال من التعاطف العالمي وانحيازه الأعمى لها، بعيد عملية طوفان الأقصى مستغلة حالة الارتباك التي تعاني منها الإدارة الأمريكية جراء الأوضاع الصحية لرئيسها الحالي والتي ابعدته عن خوض الانتخابات القادمة.
هذه الانتخابات نفسها كانت ايضا سببا وراء الموقف الامريكي المتردد والضعيف ايضا. كما ان وزير الخارجية الامريكية المسيطر على مفاصل السياسية الخارجية والرجل الاقوى في الإدارة الأمريكية شكل دافعا للغطرسة الإسرائيلية الذي قدم لها الغطاء تلو الاخر، بهدف المماطلة وكسب للوقت، متبعا سياسية وطريقة كسنجر لتحقيق الاهداف حيث يمنح ضوءا أخضر عن طريق المماطلة وكسب الوقت في حال التفوق والتقدم، وعند الانتكاسة نرى امر آخر.
وها هي طريقة كسنجر وخطته تعيد نفسها من خلال بلنكن ونتن ياهو اللذين يعيدان المشهد نفسه.
وبعد غزة وما لحق بها من دمار جراء حصار قارب على انتهاء سنته الأولى وحرب همجية وإبادة جماعية، وقصف متواصل لم يسلم منه البشر ولا الحجر، توجه نتن ياهو مباشرة إلى الجنوب اللبناني وحزب الله، الذي يعتبره عدوه اللدود، وينظر إلى اضعافه وإعادة قواته إلى الوراء بعد ان أجبره الأول على مغادرة أراضيه .
فمشهد غزة وحركة حماس هما نفسهما جنوب لبنان وحزب الله فكلاهما اجبرا العدو على الخروج مرغما بفضل المقاومة كما أنهما يعيشان نفس الظروف فخواصرهما مكشوفة وحواضنهم الداخلية متخاذلة، والشامتون كثر.
وبعد سلسلة من الضربات القوية وغير المسبوقة سواء على الصعيد العسكري او الاستخباراتي نجد ايضا نتن ياهو يعيد اسلوبه نفسه في المماطلة والتسويف وتحت نفس الغطاء الامريكي بهدف إلحاق أضرار في بنية حزب الله التحتية والعسكرية واجباره على الرضوخ لطلباته وشروطه. هذه الضربات التي كشفت المواطن الإسرائيلي على حقيقته بأنه مع القتل والاستيطان والاحتلال حيث زادت نسبة مؤيدي الحزب الحاكم بعد الحرب على البنان ولولا اسراهم في غزة لرأينا ايضا، موقفا مغايرا.
فبعد غزة وجنوب لبنان و حزب الله، ماذا في جعبة نتن ياهو بعد؟؟، واين سيوجه انظاره لإكمال مخططه والانتقال بدولة الاحتلال إلى مرحلة جديدة، هل لإيران ام إلى الداخل والأراضي المحتلة لاجبار سكانها على النزوح والتهجير.
ام لتوجيه أنظار العالم إلى لبنان على حساب غزة لإكمال مخططه لتنفيذ خطة الجنرالات التي تنص على حصار شمال قطاع غزة ووقف المساعدات الإنسانية.
فدولة الاحتلال الإسرائيلي الآن تتصرف برعونة وتسابق الزمن وتستغل الظرف والوقت لإعادة هيبتها وإثبات وجودها بانها مازالت حليفا قويا يمكن الاعتماد عليه بعد ضربة 7 اكتوبر، لا تتوقف عند حد ولا تردعها دبلوماسية او اي عمليات تفاوضية .
فما يردعها ويكسر شوكة غرورها هو صمود المقاومة الذي كسرها في السابق واجبرها على الخروج وإعادة التموضع وها هو ايضا المشهد يعيد نفسه.